من مدة يومين لا أكثر... يعني في يوم الخميس... كنت قد كتبت عن مساوئ شوارع البحرين وكثرة الازدحامات المرورية بها... وحصل ما قد كنت توقعته في المقال الذي نشر في الصباح الباكر... وأغلقت الشوارع التي تحدثنا عنها عند نهاية الدوام في يوم الخميس لمدة أربع ساعات كاملة... كل هذا (فقط) بسبب حادثين بسيطين، واحد هنا وواحد هناك... والله عجب... نحن نكتب ونتحدث ونشتكي ونوضح ونلطم ونصرخ، ووزارة الأشغال ولا كأنها موجودة وأذن من طين وأذن من عجين.
هل يعقل... يا وزير الأشغال،... أن الشارع (الهاي وي) والمسمى باسم المغفور له بإذن الله تعالى أمير دولة البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة طيب الله ثراه وأسكن روحه الجنة... هل يعقل أن يكون من أسوأ شوارع البحرين من الناحية المرورية؟ هل يعقل ياوزير الأشغال... أن الشارع الذي يمر على مسجد الفاتح وتوجد عليه مكتبة الشيخ عيسى ويقابلها قصر رئاسة الوزراء يكون مغلقاً لمدة أربع ساعات بسبب حادث بسيط يقع على بعد ثلاثة كيلومترات؟!
هل الوضع المزري للشوارع الرئيسية في البحرين يرضي وزير الأشغال، أو المسئولين في وزارته؟ هل هم يشاهدون ما نشاهده نحن جميعاً ونعاني منه، أم أنهم مشغولون بلبس البشوت وتوزيع الابتسامات (يمين ويسار وفوق وتحت) لزوم الصور الفوتغرافية؟. هل الوزير يرى ويعرف هذا الشخص الذي صمم شارع الفاتح والشوارع الأخرى من دون أن يجعل فيهم ممرات للطوارئ والحالات الضرورية، أم أن وقته لا يسمح (حتى بالتفكير) في هموم المواطن لأنه مشغول بأمور أخرى؟.
وزير الأشغال هو مهندس ويعرف التخطيط الجيد للشوارع... وحتى الآن هو على رأس عمله لمدة سنوات طويلة فلماذا لم يطور وييسر على المواطنين في الشوارع الرئيسية وبالخصوص شارع الشيخ عيسى؟... ألا يعلم الوزير بأننا نكن الكثير من الحب لأميرنا الراحل ونرغب بأن يكون الشارع المسمى باسمه من أحسن شوارع البحرين شكلاً ومروراً؟... ألا يعلم الوزير بأن أعداداً كبيرة من مواطني البحرين يكون طريقهم من البيت إلى العمل والعودة هو هذا الشارع؟... ألا يعلم الوزير بأن المنفذ البري الوحيد لمملكة البحرين يبدأ من هذا الشارع وجميع ضيوف البحرين يستخدمونه؟.
أما كان من الممكن أن يسهل الوزير على عباد الله الذين يستخدمون شارع الشيخ عيسى صباحاً ومساءً ويصدر أوامره بإنشاء الجسور العلوية عند التقاطعات الموجودة على الشارع ؟ كم تقاطع هم أصلاً؟ ثلاثة... واحد عند خارطة البحرين والثاني عند تقاطع سترة والثالث عند ميناء سلمان... يعني ثلاثة جسور علوية فقط وتيسر على عباد الله الصالحين... شارع يحمل اسماً عزيزاً على جميع المواطنين ويسمى (هاي وي) وهو لا هاي وي ولا باي وي ولا شاي وي... السيارات تسير عليه كالسلحفاة، والسائقون ومن معهم يتأففون، ولا يوجد عليه ممر خاص للطوارئ ولاشيء.
شارعان سريعان في البحرين... أحدهما (يعني هه) هو شارع الشيخ خليفة، معقول نسميه (هاي وي) إلى حد مصبه الرئيسي عند فندق الريجنسي... ولا تبدأ رحلة الأعصاب إلى قبل الإشارة بمسافة كيلومتر واحد، مقدور عليها... أما الشارع الثاني فهو المأساة الحقيقية التي نتكلم عنها، ووزارة الأشغال منشغلة عنه في أمور أخرى لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى... راسمالنه شارعين ومو عارفين كيف نسهل على المواطنين فيهم، عيل إشلون لو كنا في دولة أكبر؟.
آخر الأمور الغريبة لوزارة الأشغال (قسم الطرق) هو أن الشارع الرئيسي لمدينة حمد... والذي يمتد من أول شمال المدينة (الدوار الأول) وإلى آخر الجنوب (الدوار الأخير) توجد عليه إشارات مرورية تحدد السرعة القصوى للسيارات... المضحك هو أن هذه الإشارات موجودة فقط للسائقين القادمين من الجنوب إلى الشمال وعلى طول الشارع، أما السائقين الذاهبين من الشمال إلى الجنوب فإن السرعة لهم مفتوحة ولا توجد حتى إشارة واحدة لتحديدها... هذا الوضع مستمر منذ فترة طويلة جداً، الناس تضحك وتطلق القفشات، والوزارة نايمة ولا عندها خبر... صح النوم
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1479 - السبت 23 سبتمبر 2006م الموافق 29 شعبان 1427هـ