استهلت بغداد أمس أول أيام شهر رمضان الكريم بوابل من الدماء، إذ تسبب تفجير إجرامي بعبوات ناسفة في مقتل ما لا يقل عن 31 مدنياً عراقياً مصرعهم وجرح 28 آخرين وذلك في مدينة الصدر شرق بغداد.
فبينما تتآلف القلوب في كل أنحاء العالم، إذ يسعد الأطفال ويستقبلون الشهر بالدعاء والذكر، تشهد أرصفة وشوارع العراق أعنف الهجمات في الشهر الذي من المفترض أن يكون فرحة في قلوب كل المسلمين، شيعة وسنة، فبدلا من تلاوة القرآن يشتعل العراق بالشعارات العنصرية، وبدلا من التزاور والتواصل تشتعل صراعات بين الشيعة والسنة، من دون معرفة سبب يعطي صدقية لهذه المواجهات بين اخوان من بلد واحد ومن دم واحد ومن ديانة واحدة. فلا خير في ترحيب بالشهر من دون رحمة.
لماذا لا ينفذ المنتمون الى هذا الدين الحنيف تعاليم الله ويكفون عن التصارع، في الشهر الذي من المفترض أن يتواصلوا فيه. بئس هذا الاستقبال للشهر بالقتل والتنكيل والإبادة الجماعية إذ راح ضحية الاعتداء الأخير أطفال ونساء تجمعوا للتزود بالغاز. وما يحز في النفس هو أن تتبنى مجموعة تطلق على نفسها «جند الصحابة» هذا الهجوم بكل وقاحة. ومن المؤكد أن الصحابة (رض) بريئون من هذا الإجرام فمن سمح لهؤلاء القتلة بالانتساب إليهم وتنفيذ فظاعات باسم الرعيل الأول الذين أوصلوا لنا هذا الدين.
يأتي هذا التدهور في العلاقات بين الطوائف الإسلامية في العراق في الوقت الذي يدعو فيه العلماء المسلمون في العراق إلى نبذ العنف في الشهر الكريم. إذا أين الامتثال لأولي الأمر من قبل الإرهابيين وهم لا يطيعون حتى العلماء الذين يدعون أنهم يجلونهم. يعجز اللسان عن أن يعبر عن الحرقة التي تثيرها مثل هذه الأعمال التي تنتهك حرمة أقدس الشهور، شهر الله الذي من المفترض أن يعبد فيه، فهو لا مثيل له في الفضل وملعون الذي يخرج منه وهو على حاله التعس
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1479 - السبت 23 سبتمبر 2006م الموافق 29 شعبان 1427هـ