تقرير صلاح البندر - الذي تحدث عن مخطط يستهدف ازاحة الشيعة من مواقع النفوذ في البحرين من خلال دفع الاموال الى فئات واشخاص محسوبين على الطائفة السنية - هو حديث الشارع البحريني منذ ان انتشر في منتصف الشهر الجاري للبحرينيين وغيرهم. ومهما اختلفت الآراء بشأن صحته، فانه قائم على تصورات موجودة وللأسف على الأرض، وهذه التصورات التي يؤمن بها بعض الناس تقوم على اساس خاطىء. فهؤلاء يظنون ان كل فرد من أبناء الطائفة السنية سيكون حاقدا على الطائفة الشيعية، وان هذا الحقد يمكن تحويله الى مواقف وممارسات لضرب الشيعة، وان الدافع الاول والاخير لمن يشترك في مثل هذه الاعمال انما هو المال. بمعنى آخر، هناك من يعتقد بأن هناك امكاناً لشراء مواقف السنة بالمال، واضطهاد الشيعة عبر استخدام وسائل أمن الدولة سابقا، اوعبر استخدام أساليب ملتوية حالياً.
ان هذا التصور انما هو إهانة لأبناء السنة قبل ان يكون لأبناء الشيعة، فأنا مثلا انتمي للسنة عبر الوالد وانتمي للشيعة عبر الوالدة، وأعرف ما يدور في الجانبين، كما اعرف أن أهل السنة كرماء نفس كما هم أهل الشيعة، واعرف ابناء متجنسين في البحرين وهم الان يفكرون كما يفكر ابن البحرين، بل ان أحدهم تم تحذيره قبل عدة أشهر لانه كتب في مدونته الالكترونية مقالات صريحة جدا عن الوضع، وحتى عندما اتصل به البعض ليحذره اعتقد انه من الطائفة الشيعية، ولكن صدم عندما اكتشف انه ابن احد المتجنسين الاسيويين الذين ولدوا في البحرين، واصبح يتحدث عن مظاهر الفساد تماما، كما يتحدث ابن الشيعة الاصيل وابن السنة الأصيل.
ان تقرير صلاح البندر الذي انتشر في كل مكان ويقرأه الكثيرون حاليا يقوم أساسا على نظرية تعتبر مهينة للسنة لانه يعتقد بأن المال يشتري السنة، وهو أمر ارفضه كما يرفضه كل بحريني لديه انسانية ويسعى لأن يعيش حياة كريمة. فالمال ليس كل شيء، انه زائل، ولكن الكرامة هي كل شيء. مع الاسف رأينا كيف تهاوى البعض امام بضع دنانير واصبح يصرف وقته ويوجه جهوده من اجل الارتزاق عن طريق نشر الشتائم او التجسس على الآخرين او محاولة بث الفتن.
كلنا يتذكر عندما انتشرت لافتات مسيئة لأحد رجال الدين في البحرين، وكلنا يتذكر انه من المفترض ان يتم تقديم من دلت عليهم الشواهد بأنهم وراء محاولة خلق فتنة. كلنا يتذكر الرسائل النصية التي تشتم حتى في الاعراض، وكلنا يتذكر كيف تم استغلال موقع الكتروني عربي للتحريض ضد العجم في المحرق، والآن نعلم ان بعض من هم معروفون بهذا النشاط ترد اسماؤهم في تقرير البندر.
اننا ابناء عز وكرامة، والسني ليس للبيع والشراء، كما ان الشيعة ليس سلعة تستخدم في عملية البيع والشراء، وان المتورطين في أعمال مشينة ليس لهم فرصة من النجاح لانهم يحاولون اهانة السني باسم السنة، ويحاولون اضطهاد الشيعي، وهو زمن قد ولى الى غير رجعة
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1479 - السبت 23 سبتمبر 2006م الموافق 29 شعبان 1427هـ