بدأت المحطات الفضائية العربية، وكعادتها قبل شهر رمضان المبارك، الذي يفصلنا عنه يوم تقريبا، في التسويق لبرامجها والأعمال الدرامية التي ستعرضها خلال الدورة الرمضانية.

ويبدو من خلال ما نشاهده، ان الأعمال هي ذاتها بمسميات مختلفة، فحيثما يكن النجاح وجد وراءه عشرات المقلدين، الذين يرسمون شخصياتهم بالطريقة نفسها، ويختارون الفكرة نفسها، لطرح القضايا، بل إن الشخصيات تتشابه، وأماكن التصوير كذلك، إضافة إلى المراحل التاريخية التي يتم التركيز عليها.

الشكل الجديد الذي دخل على الطروحات التلفزيونية، هو تلك الهرولة نحو تقديم أعمال تلفزيونية عن الشخصيات الشهيرة، لا سيما الفنية. وهذا العام كانت الفنانة سعاد حسني ستنافس بمسلسل «السندريلا» (تقوم ببطولته منى زكي) الفنان عبدالحليم حافظ في مسلسل «العندليب» الذي يقوم ببطولته الشاب شادي شامل. ومن المعروف أن هنالك فيلما سينمائيا عرض أخيرا عن المطرب الراحل.

تلك الدائرة المفرغة التي يدور حولها الإنتاج التلفزيوني، تذكرني بعبارة جاءت على لسان شخصية في فيلم أجنبي، إذ قال: «انه لا يؤمن بأن هناك إبداعا في الأعمال الفنية». وهو يقصد نسبة الكم التي تنتج بها الأعمال، إذ أصبح من السهل توقع الحوادث والنهايات.

يكفينا كمشاهدين عرب أن نبحث عن عمل نجح في المرة الأولى، لنشاهد الهرولة نحو اسم الكاتب، من قام ببطولة العمل والمخرج. وأولئك ينطلقون من إبداع لكنهم ينتهون عند النقطة نفسها، حينما تصبح المادة هي التي تحركهم، ويصبحون في معادلة تعامل، قائمة على من يدفع لهم أكثر، فهم يبيعون إبداعهم قبل أن يرى النور. فأي نوع من الإبداع يكون ذلك؟!

في الحقيقة، إنها خدعة تمارس على المشاهد العربي المستهدف دائما بمواد غثة لا قيمة لها، يضيع في مشاهدتها (وقته)، من دون أن يخرج بأي نتيجة، سوى مشاهد تركز على fقائه متسمراً أمام الشاشة، لضمان بقائه للمتابعة ليس إلا.

أظن أن على المشاهد دورا كبيرا في تغيير مثل تلك السياسة التلفزيونية السطحية، التي لا تحترم عقليته أو مشاهدته