يوجد مكان يقع في منتصف البحرين يسمى (قهوة الرياضة) وهذا المكان يعرف بأنه ملتقى الأحبة... يحضره الكبير والصغير، الغني والفقير... بعض من وكلاء الوزارات ونواب الشعب وأعضاء الشورى والمديرين ورجال الأعمال وأبناء العائلات هم من الرواد اليوميين والدائمين للمقهى، كما أن غالبية الرياضيين من إداريين للأندية والاتحادات ومن لاعبين في مختلف اللعبات هم من الرواد الموجودين يومياً هناك، ويحضر أيضاً العدد الكبير من المواطنين المهتمين بشئون الرياضة...
قهوة الرياضة تقع في مكان معفوس (من الأول إلى الآخر)... العفسة الأولى هي أن الشارع المتجه إليها لا يمكن الرجوع منه، وعند الخروج يتطلب أن يعمل الإنسان مخالفة مرورية أو أن يسير (بالصحيح) ويروح إلى بعيد ويلف ويدور ويعبر عدة إشارات مرورية ومن ثم يرجع إلى نقطة الصفر عند (القهوة) من الجانب الآخر بعد عشرين دقيقة... العفسة الثانية هي أن بينها وبين الشارع منطقة ترابية وصخرية، ويتطلب من الذاهب إليها أن ينزل من فتحة صغيرة على يمين الشارع ثم (يهبع) في حفرة كبيرة وهو يلف مقود السيارة إلى أقصى اليمين ويسير على الحصى البارز وكأنه (ألغام) حتى يصل إليها ولايجد موقفاً، بسبب عدد السيارات المتوقفة عندها... والعفسة الثالثة هو أن المبنى الموجودة فيه (القهوة الرياضية) ومصطبتها مرتفعان عن الأرض بحوالي متر وصاحب القهوة لم يعمل أية درجات منسقة تسهل على الضيوف تسلقها للطلوع...
كل هذه الصعوبات موجودة ومع ذلك فإن زوار (القهوة) راضون بالوضع الفريد لمجتمعهم الرياضي وهم يتزايدون كل يوم... السبب الرئيسي لرضى الموجودين الدائمين وتزايد العدد للأحباب والأصحاب هو الإنسان المؤدب (صاحب القهوة) والعدد الكبير من الزبائن والاخوة أصحاب الأخلاق الرفيعة الموجودين فيها... والطيور على أشكالها تقع... مساء كل يوم تجد الإخوة الكرام جالسين ومتحلقين على عدة طاولات يتبادلون الأحاديث الرياضية وهم في ود واحترام... هم من عدة أندية مختلفة ومتنافسة، أو من اتحادات تعاني منها الأندية، ومع ذلك فإن البسمات والضحكات والقفشات هي التي دائماً ما تكون موجودة... الزعل ممنوع والعتب مرفوع هو شعار الجميع...
بولسان طويل موجود، وبولسان قصير (أنا) موجود، الحبايب موجود وخرازيات موجود وبعض الناس إللي مانبي نفضحهم (مثل ولد الشيخ وصاحب قصص الجدة) موجودون وجميع الأعمدة الرياضية (النظيفة) لها وجود، إضافة إلى وجود جميع الذين قلوبهم على الرياضة أو عملهم التطوعي أو الوظيفي ينطق بالرياضة وتطويرها... هؤلاء هم الذين يعانون الأمرين في الوصول إلى (القهوة) أو في الخروج من دروبها (فقط) حباً في صاحبها وفي الموجودين من أصحاب الأخلاق الرفيعة...
القصة بدأت في الاسبوع الماضي... عندما قام إنسان مسئول عن ملحق رياضي بإحدى الصحف الصادرة في الوطن، وأجرى لقاء مع بعض لاعبي كرة اليد المشهورين في البحرين والذين لم يتم استدعاؤهم حديثاً لتمثيل المنتخب الوطني... اللقاء كان عاديّاً ويدور حول رغبة مدرب المنتخب (الرياضي الخلوق نبيل طه) في إعطاء فرصة لبعض اللاعبين الشباب حتى يتمكن من تجديد الدماء الموجودة منذ القديم في الفريق الوطني، ولكن المانشيت العريض الذي صدر على واجهة الملحق في اليوم التالي كان يحمل الكثير من الضغينة المبيتة في حق مدربنا المشهود له بالأخلاق الرفيعة وحب الوطن الذي قدم بسببه الكثير من التضحيات... العنوان الملفق يقول خيانة (الوطن)...
تواصلت القصة عندما اجتمعت جميع القلوب المحبة لهذا الوطن وأبنائه في سبيل الدفاع عن ابن البحرين البار... وقام صديقنا صاحب (قهوة الرياضة) بترؤس لجنة للدفاع عن مدرب منتخب اليد (نبيل طه) ما أثار حفيظة (أخينا) الذي كان خارج (الوطن) لمدة تقارب الثلاثين عاماً، فاستل قلمه وكتب في ملحقه عموداً عنوانه أقل ما يمكن أن يقول عنه كل من يقرأه أنه (مقرف) ولا يمكن أن يتقبله أي إنسان... ومن ثم في داخل العمود (النكرة) كان يتهجم على جميع رواد هذا المقهى الذين هم نخبة من رجالات المجتمع الرياضي البحريني ويقول انهم يحيكون المؤامرات..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1478 - الجمعة 22 سبتمبر 2006م الموافق 28 شعبان 1427هـ