العدد 1478 - الجمعة 22 سبتمبر 2006م الموافق 28 شعبان 1427هـ

السعودية في يومها الوطني

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

إلى ما هو أكثر من تهنئة المملكة العربية السعودية بيومها الوطني، والذي يمر هذا العام في أجواء تعتبر استثنائية بالنسبة للسعوديين كافة، تظهر لي الكثير من المؤشرات التي تصب في إعطاء هذا التوقيت من التاريخ السياسي السعودي صفة تاريخية لا يمكن المرور عليها من دون تعليق.

كنت اعتقد ان السعودية تمر في مرحلتها التاريخية اليوم بأهم مراحل نموها «السياسي»، وإن كان عهد الملوك الراحلين منذ عهد الفيصل حتى الملك فهد رحمهما الله هو عهد التنمية الاقتصادية واكمال البنية التحتية للدولة، فإن عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز يظهر بوصفه عهداً سياسياً، إذ يتركز فيه مشروع الدولة على البعد السياسي وفق معطيات مشروع الإصلاح والحوار الوطني التي قادها خادم الحرمين مذ كان ولياً للعهد.

إلا ان الجولة التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمختلف المناطق في السعودية قبل 3 شهور، مضافاً لها تلك المشروعات الاقتصادية التي تم البدء بها أو الانتهاء من إنجازها تظهر كدلالة جديدة على أن الملك عبدالله يتجه نحو نظام تصحيحي تنموي شمولي يقفز على السياسي ولا يقتصر عليه، ويمس حياة المواطن السعودي على أكثر من صعيد، يأتي الاقتصادي مرة أخرى ليكون في مرتبة متقدة مقترناً بالطفرة النفطية الثانية.

المواطن السعودي يتحدث اليوم في «السياسي» بطلاقة، والإدارة السياسية في الرياض باتت تجمع السعوديين على ركيزة «وطنية» تبدو قوية، وذات منعة. هذا النجاح الأولي في توحيد آفاق الاختلاف بين السعوديين على تنوع مذاهبهم وثقافاتهم من الرياض إلى جدة إلى الدمام والقطيف تمثل الخطوة الأولى من المشروع السياسي لخادم الحرمين الشريفين.

نجحت السعودية في أولى خطواتها السياسية في عهد الملك عبدالله، وها هي تستكمل شق التنمية الاقتصادية بتناسق مقبول وفاعل، وهذا ما يمكننا التنبؤ بالمزيد من الأدوار الإقليمية التي من المفترض ان تقوم بها السعودية وفق المعطيات الجديدة على البعد الإقليمي ككل.

على الجانب الآخر. يبدو الملف الأمني مسيطراً عليه، هذا لا يعني انتهاء خطر القاعدة اليوم أو غدا، إلا أن أجواء الثقة بالأجهزة الأمنية وكفاءتها والإحساس بالأمان في المملكة عادت كما يجب أن تكون.

هذه النجاحات تصب في أن يكون العهد السعودي الجديد عهداً استثنائياً بامتياز، سعة الأفق الملكية في التخالفات السياسية، وتأسيس مفهوم «المواطنية» كبيئة للحوار الوطني، والتنمية الاقتصادية الشاملة وفق الخطط الخمسية، باتت بوتقة ضمان النجاحات السعودية، والرياض تدير ملفاتها الثلاثة باقتدار، فهنيئاً للسعوديين يومهم الوطني وأيامهم الجميلة

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1478 - الجمعة 22 سبتمبر 2006م الموافق 28 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً