مع اقتراب بدء شهر رمضان المبارك وهو شهر الصوم الأساسي، تترقب الأوساط السياسية والقيادية آخر الكلام، قبل التماس الهلال، الذي سيدلي به اليوم الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله في «مهرجان النصر الإلهي» الذي يقام في المربع الأمني في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ويعتقد مراقبون ان السجال السياسي الذي ارتفعت وتيرته في الآونة الأخيرة على خلفية مواقف أطلقها نصرالله، قد يأخذ طريقه إلى التراجع وربما إلى الصوم عن الكلام، إذ توقع المراقبون أن يكون خطاب نصر الله الذي يترقبه المجتمع الدولي واللبنانيون خصوصا، بمثابة دعوة إلى مد يد التعاون والتحاور لاجتياز المرحلة المليئة بالمحطات السياسية والأمنية.

فهل ينهي السيدحسن الأجواء المتشنجة التي تسيطر على البلد منذ أن طالب حزب الله والقوى المتحالفة معه بذهاب الحكومة وإفساح المجال لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك من خلال الارتفاع في خطابه السياسي من لغة التنديد بمن حاولوا «طعن المقاومة في الظهر» ولغة الوعود وعرفان الجميل لمن أحسنوا ووقفوا إلى جانب المقاومة في خلال المعركة المصيرية التي خاضتها في مواجهة الهجوم الإسرائيلي؟! ان البلد هو بأمس الحاجة الآن لخطاب وطني، يستعيد روح التضامن التي سادت خلال الأسابيع الخمسة الطويلة للعدوان. لذلك فنحن ندرك حاجة قيادة المقاومة للاحتفال بيوم النصر في مواجهة من ادعى ولعقود طويلة بأنه الجيش الذي لا يقهر، وسط عائلة واحدة ليشمل الانتصار جميع اللبنانيين.

عرفنا حزب الله في الأعوام الماضية أهمية اعتماد مقاربة مقبولة من جميع اللبنانيين في تسويقه لتطلعات ودور المقاومة «الوطنية»، والتي شكلت فيها قوته المقاتلة رأس حربتها وعظيمها في آن معا، فلم يعد أي من اللبنانيين على اختلاف هوياتهم الطائفية والمذهبية والاثنية يرى فيها سوى مقاومة تستحق ثقته ودعمه.

ان دقة الوضع السياسي المسيطر على البلد بالإضافة إلى كل التعقيدات المتعلقة بورشة الاعمار تجعلنا مطمئنين بان «خطاب المقاومة» (السيدحسن نصر الله) - الذي عودنا على حكومته في المواقف الصعبة - يتحلى بالحكمة والروية وخصوصا بالواقعية السياسية، ليكن يوم الانتصار يوم إعادة إحياء روح التعاون والتآلف بين المعسكرين اللبنانيين