العدد 1477 - الخميس 21 سبتمبر 2006م الموافق 27 شعبان 1427هـ

بين ريم وزلزلة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الوفود الشعبية التي زارت لبنان أخيراً، وفد رسمي وشعبي من الكويت الشقيقة، برئاسة الوزير السابق يوسف الزلزلة، ضم فعاليات اجتماعية وسياسية وثقافية.

زلزلة قال في محضر المرجع السيدمحمدحسين فضل الله: «جئنا لنهنئكم بهذا النصر الذي رفع هامات المسلمين عالياً، إذ إن ما لم تستطع أن تفعله الجيوش العربية مجتمعةً استطاعت مجموعة من المؤمنين أن تصنعه من خلال بذل المهج لخدمة الدين ورفع راية الإسلام». وأضاف: «جموع أهل الكويت من دون استثناء من سنة وشيعة، وباختلاف توجهاتهم كانوا دائماً معكم ويتابعون أخبار انتصاراتكم، هذا إضافة إلى موقف الحكومة الكويتية الداعمة لكم ولموقفكم في مواجهة العدوان».

فضل الله علق بالقول إن ما حصل من نصر أعاد إلينا الروح الإسلامية، إذ انطلقت الناس في شكل عفوي لتقف مع هذه المقاومة الشريفة، ولذلك فإن قيمة هذا النصر تكمن في الروح الإسلامية التي أنتجتها. وأكد قائلا: «لقد صنع لنا هذا النصر تاريخاً جديداً، فلأول مرة في صراع من هذا النوع مع (إسرائيل) يُهزَم العدو ويعترف بالهزيمة. ففي العام 2000، وعندما حصل التحرير اعترفت (إسرائيل) بالهروب من لبنان، ولكنها لم تكن لتعترف بالهزيمة العسكرية المباشرة، أما الآن فهي حاربت بكل طاقتها ولم تستطع أن تهزم المقاومة أو تنال من صمود أهلنا».

فضل الله الذي يحمل همّ الأمة ووحدتها، أكد أهمية استثمار هذا النصر في خط تعزيز الوحدة الإسلامية وتوطيد العلاقات بين المسلمين. أما من لا تهمه الأمة، وهم كُثرٌ، بعضهم رؤساء متخشبون، وبعضهم كتاب متفذلكون، وبعضهم نواب طائفيون مؤدلجون، فقيل إن أحدهم كان يفتح مجلسه ويتحلق مع جلسائه حول الشاشة، ليتابع مشاهد الحرب العدوانية على لبنان، فإذا رأى صور الصواريخ الإسرائيلية تتساقط على مناطق الجنوب والبقاع، كَبَّرَ وهَلَّلَ فرحاً وحقداً!

يقولون ان الناس أجناس، وهذه الصورة القميئة، تقابلها صورة تلك السيدة اللبنانية، ريم حيدر، التي لعبت دوراً حماسياً من دون أن تدري، في مخاطبة الضمير العربي واستثارة الحمية والحماس، من خلال تلك الكلمات الصادقة المتدفقة من القلب، حين وقفت بين الحطام تطلب من السيدنصرالله أن يمنحها عباءته بعد النصر، لتتمرّغ بها هي وأولادها، وتقطّعها قطعاً لتوزّعها على الحكام العرب ليشعروا ببعض الكرامة.

قبل أربعة أيام، تلقت ريم اتصالاً، يبلغها بأن نصرالله سيرسل عباءته التي طلبتها. ولكن الجديد انها تراجعت عن وعدها بتقطيع العباءة إلى قطع لتوزعها، باعتبارها هديةً لا يمكن التفريط بها، فهي من النوع الثمين الذي يلبسه العرب في مناسبات الفرح، وكان ابن رسول الله (نصر الله) يلبسها في الحرب. وقالت إنها ستحتفظ بها، ويمكن لمن أراد أن يشاهدها أن يزورها في منزلها.

تلك السيدة كانت تتحدّث يومها وهي على يقين من النصر، و«إسرائيل» ظلت طوال الأسابيع الستة الماضية تتحدّث عن «الإخفاق»، بينما ما يزال بعض الكتاب العرب «المتخشبين» يصرّون على هزيمة لبنان، بينما يجلس ذلك النائب «المستقل» مع جلسائه أمام الشاشة يلعنون «إسرائيل» على إخفاقها الكبي

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1477 - الخميس 21 سبتمبر 2006م الموافق 27 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً