العدد 1477 - الخميس 21 سبتمبر 2006م الموافق 27 شعبان 1427هـ

المجاهدون البدريون أعادوا التوازن إلى الأمة الإسلامية

السيد محمد حسين فضل الله comments [at] alwasatnews.com

إننا ندخل في مرحلة جديدة، نحن بحاجة فيها إلى ثقافة جديدة على مستوى البرامج والحركة، وخصوصاً فيما يختص بأجيالنا وشبابنا، بعد كل هذه الحرب التي انطلقت بها «إسرائيل» على أساس سعيها للسيطرة على الأمة نفسياً، لإشعار الأمة بالهزيمة النفسية، حتى أصبح هذا العالم العربي ينظر إليه كعالم مهزوم ولا يتحرك في أي موقع من مواقع القوة ونحن نعرف أن الكثير من المسئولين العرب انطلقوا في خط الجاسوسية لحساب أميركا لجعل بلدانهم سجوناً كبيرة تسجن فيها شعوبهم وتكمم فيها الأفواه.

أميركا باعت وتبيع العرب كلمات، بينما تعطي «إسرائيل» الإمكانات حتى خيل لكثير من الجهات في العالم أن «إسرائيل» هي التي تحكم أميركا، وخصوصاً في ظل جماعات الضغط اليهودية في أميركا إضافة إلى المحافظين الجدد العاملين لمصلحة «إسرائيل» ربما أكثر من «إسرائيل» نفسها.

لقد تنفست الأمة بعض النصر من خلال التحرير العام 2000، ولكن الحرب الجديدة التي انطلق فيها المجاهدون بذهنية إسلامية بدرية استطاعت أن تعيد التوازن للأمة وتوحي لها بإمكان النصر على مستوى المواقع الكبرى. لقد كان التحدي هو أن نثبت أننا أقوياء، وأن نتخلص من كل حالات الضعف... ذلك ما فكر به المجاهدون في المقاومة الإسلامية، ولأنهم عاشوا مع الله استطاعوا أن ينزلوا الهزيمة بالعدو بهذا الشكل لأول مرة في تاريخه، كانت المقاومة تقارع العدو في عمليات هنا وهناك... ولكن أن تنطلق المعركة في مواجهة حادة وجهاً لوجه وفي ظل تحدي العدو فإن ذلك أضفى بعداً جديداً على الواقع الذي عشناه.

لذلك فإن هذا النصر الذي يحاول الكثيرون في لبنان وفي بعض المواقع العربية أن يحجبوه عن الأنظار، وفرض نفسه، وانطلق العالم العربي والإسلامي انطلاقة جديدة مع المقاومة... لتعطي هذه الحرب روحاً جديدة في هذا العالم ووطدت العلاقة داخل الواقع الإسلامي وجعلت السنة والشيعة يتطلعون إلى وحدتهم من خلال مواجهة العدو، عدو الأمة.

نحن الآن لابد، أن نربي أجيالنا على أساس أن يأخذوا بأسباب القوة وأن ينموا في أنفسهم عنصر القوة من خلال الاستعانة بالله، لأن المجاهدين كانوا أقوياء بالله ولم يمنحهم السلاح وحده الانتصار. ومسئوليتنا في القطاعات التربوية والتعليمية أن نعمل على أساس تنمية عنصر القوة، نريد أن نصنع جيلاً جديداً قوياً مؤمناً واثقاً بالله، خبيراً بكل ما تحتاجه المعارك، لأننا كمسلمين وكعرب في هذا العالم نخرج من معركة إلى معركة، وعلينا أن نتمسك بكل أسلحتنا وأن نكون حاضرين على كل الجبهات بما فيها الجبهة الثقافية، ونحن نشهد في هذا الأيام حملة أميركية جديدة يقودها الرئيس الأميركي ضد الإسلام، هذا فضلاً عما تحدث به البابا أخيراً.

لاتزال المعركة مستمرة ضد الإسلام والمسلمين في العالم، وعلينا أن ننطلق جميعاً لنكون بمستوى رد التحدي. إننا نعتبر أن رسالة المبرات (الخيرية) لا تقتصر على الجانب التربوي، إننا نريد أن نربي جيلاً إسلامياً يلتزم بالإسلام ويعمل للإسلام ويخدم الإسلام، وهذا ما أريد لكل إخواني أن يعملوا له. ومن الطبيعي أن التربية تنطلق من خلال النظرية والقدوة، ولذلك فعلى من يقدم النظرية للتلاميذ أن يكون نموذجاً في خط تطبيق النظرية، والقدوة أكثر تأثيراً في الآخر أكثر من الفكرة.

أرجو أن نكون في مستوى المرحلة وأن نتحمل مسئولياتنا تجاه المبرات التي أصيبت في أكثر من مؤسسة، ولكنها بإذن الله ستنهض من جديد، وستنطلق في مسيرة رسالية متحركة لخدمة الإنسان وكل من يحتاج لهذه الخدمة علمياً وإنسانياً وما إلى ذلك.

وفد البحرين

استقبل فضل الله وفداً بحرينياً ضم عددا كبيرا من الجمعيات والمؤسسات الأهلية البحرينية، من بينها الهلال الأحمر البحراني، ولجنة مقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ولجنة دعم الشعب اللبناني، وشخصيات ثقافية ودينية واجتماعية. وأشاد بالشعب البحريني وحيويته ووقوفه مع اللبنانيين في أثناء العدوان، وأكد الدور الكبير الذي ينبغي أن تنهض به المرأة في العالم العربي والإسلامي، وخصوصاً في دول الخليج على صعيد مشاركتها في العمل السياسي والاجتماعي. وما جاء في كلمته للوفد بخصوص أهمية وجود مشروع في الأمة يواجه المشروع الأميركي:

إن المعركة التي خاضها المجاهدون في لبنان ضد العدوان الإسرائيلي هي معركة الأمة كلها، وعلى الجميع العمل لاستثمار ما حصل من نصر في خط حفظ وحدة المسلمين ودعم كل التوجهات الوحدوية في مواجهة الخطر الإسرائيلي، وضرورة وعي النتائج الاستراتيجية التي أفرزتها هذه الحرب. إن على الأمة أن تعمل على صناعة وصوغ عناصر القوة على المستويات كافة، لأن العدو إذا كان يتحضر ويعد العداة لعدوان جديد، فإن على الأمة أن تستعد لمواجهته في إطار مفاجآت جديدة

إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"

العدد 1477 - الخميس 21 سبتمبر 2006م الموافق 27 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً