حينما سارعنا - نحن ممثلو الصحافة الرياضية - إلى تلبية دعوة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة كان هدفنا بالدرجة الأولى معرفة الحقيقة والدوافع التي دفعت اللاعبين سعيد جوهر والأخوين محمد وأحمد عبدالنبي للتجني على مدرب المنتخب الوطني نبيل طه واتهامه بتهمة لا تغتفر وهي بيع الوطن بثمن بخس. وكذلك رئيس اتحاد اللعبة عبدالرحمن بوعلي. وهو الاتهام الذي لا يمكن أن يصدقه عاقل يعرف الأخ طه. ويعرف نوايا وأهداف رئيس الاتحاد وحينما اجتمعنا في مكتب رئيس المؤسسة بعد أن علمنا بأن هناك اتفاقاً تم بين جميع الأطراف على حل هذه المشكلة التي أصابت الرياضة البحرينية في مقتل، وهذا ما أخبرنا به رئيس المؤسسة في بداية الاجتماع، كنا نتوقع أن تكون أولى كلمات اللاعبين الاعتذار الرسمي الواضح من قبل اللاعبين على اتهامهم الباطل الذي ينبني عليه عهد الصلح بين المدرب واللاعبين، وخصوصا أن الرياضة البحرينية لم تمر من قبل بمثل هذا الترويج الرخيص الأعمى الذي قد يدفع الاتحاد القاري والدولي للتحقيق في أمر لا يمكن السكوت عنه، وبادرة قد تشوه اسم ومكانة الرياضة البحرينية وهو ما بينه رئيس المؤسسة من الهدف لتصديه لهذه القضية التي أزعجت الجميع.
ولكننا - للأسف - بعد استمرار الحديث مع اللاعبين، وجدنا - كصحافيين - بأن اللاعبين يماطلون في ذكر كلمة الاعتذار الواضح، بل يحاولون تبرير الدوافع التي دفعتهم للاتهام وهي دوافع واهية على رغم أهميتها الشخصية للاعبين. فعلى سبيل المثال والتوضيح للقارئ بأن المدرب أوعز إلى كابتن المنتخب محمد عبدالنبي الإشراف على تنفيذ خطة اللياقة البدنية طوال الشهرين الماضيين اللذين قضاهما المدرب في الخارج يدرب المنتخب الكويتي، وبدلا من تقديره على ذلك شطب اسمه بممسحة قلم، كما هو الحال مع اللاعب جوهر الذي تعاقد مع مدرب للياقة البدنية لرفع مستوى اللياقة حتى يكون جاهزا للمشاركة في أكبر دورة رياضية تقام في المنطقة وهي آسياد الدوحة، كما أن تاريخه الممتد عشرات السنين مع المنتخب وتضحيته وولاءه لا يمكن أن ينتهي بمثل هذا القرار.
فقد كنا على يقين - نحن الصحافيين - بأن مثل هذه الدوافع الشخصية لا تمثل تبريراً مقنعاً كما أن تصريحات عبدالنبي وزميله جوهر فيها بعض التناقضات، فالأول يؤكد أنه لم يتهم المدرب بكلمة «خائن»، في حين لا ينفي الآخر بل يضع المبررات. لذلك اتفقنا على أن يصدر بيان رسمي من اللاعبين أمس يعتذرون فيه إلى المدرب ويستكمل بلقاء مصالحة مع الدرب يحضره رجال الصحافة، إلا أن هذا البيان لم يصدر كما عرفنا من اتصالنا برئيس الاتحاد، ما يعني ذهاب القضية إلى طريق شائك!
لذلك أقول إننا كنا نتمنى - كصحافيين - مباركة خطوات الصلح التي كان يهدف إليها رئيس المؤسسة على رغم رفضنا القاطع للأسلوب الذي طرحت به القضية والتي نتمنى أن يطولها قانون العقوبات حتى لا يصبح الافتراء على خلق الله سمة من سمات مجتمعنا الرياضي الذي لم يسبق أن تعرض لمثل هذه الأمور
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1477 - الخميس 21 سبتمبر 2006م الموافق 27 شعبان 1427هـ