حظر قادة الانقلاب في تايلند في بيان أمس الأحزاب السياسية من عقد اجتماعات أو القيام بأية نشاطات أخرى، بحسب بيان تلي على التلفزيون الوطني. وقال البيان انه «من أجل الحفاظ على القانون والنظام، تحظر كل اجتماعات الأحزاب السياسية كما يحظر القيام بأية نشاطات سياسية أخرى». وأضاف انه «تم فرض حظر على أي تجمع سياسي لأكثر من خمسة أشخاص إلا أن النشاطات السياسية ستستأنف عند عودة الحياة الطبيعية».
وقد عادت تايلند إلى العمل كالمعتاد أمس بعد 36 ساعة من الانقلاب الذي أضفى عليه القصر الملكي الشرعية وقوبل بإشادة ومشاعر راحة من جانب كثير من التايلنديين. وبعد يوم من إغلاق الجيش المدينة من أجل إشاعة الهدوء عادت حركة المرور في بانكوك إلى طبيعتها فيما عمل زعماء الانقلاب من اجل تنفيذ وعدهم بتنصيب رئيس وزراء مدني خلال أسبوعين.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء التايلندي المخلوع ثاكسين شيناواترا في بيان أمس إلى إجراء انتخابات عامة في بلاده بالسرعة الممكنة، إلا انه قال انه سيمضي فترة «إجازة يستحقها» من السياسة. وجاء في بيان وزعه مساعدو ثاكسين في لندن «نأمل في أن يجري النظام الجديد ترتيبات سريعة لإجراء انتخابات جديدة ويواصل التمسك بمبادئ الديمقراطية لمستقبل جميع التايلنديين». وأضاف البيان أن ثاكسين «سيبدأ منذ الآن إجازة يستحقها» مضيفا انه ينوي تنفيذ أعمال تنموية «وربما أعمال خيرية لصالح تايلند».
من جهتها، ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن شيناواترا بدأ حياة جديدة في العاصمة البريطانية (لندن) الليلة قبل الماضية كلاجىء سياسي وبدأ في حشد مؤيدين واتخاذ الخطوات الأولى في اتجاه إقامة حكومة في المنفى.
إلى ذلك أعلن زعيم إحدى الجماعات الإسلامية الانفصالية المتمردة المتمركزة في جنوب تايلند تأييده للانقلاب العسكري. وذكر تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن إعلان الزعيم المتمرد - الذي يعيش في المنفى - انعكس على الكثير من الجماعات الإسلامية المتمردة وأفرادها في الجنوب ما جعلها تصدر هي الأخرى عدة رسائل تأييد للانقلاب. وأشار المراقبون إلى أن هذا التأييد من قبل الإسلاميين الانفصاليين لا يمثل مفاجأة وخصوصاً أن الجنرال سونثي - وهو أول قائد مسلم للجيش التايلندي - اختلف مع سياسات وتكتيكات شيناواترا المتشددة في التعامل مع الصراع، ولجأ إلى سياسات أقل تشددا وتستند إلى مفهوم التفاوض مع المتمردين عقب توليه قيادة الجيش العام الماضي.
وكانت الولايات المتحدة قالت أمس إنها «شعرت بخيبة أمل كبيرة» إزاء الانقلاب وإنها ستبدأ في مراجعة علاقاتها مع الدولة الآسيوية. لكن نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية طوم كاسي رفض التعليق على ما إذا كان شيناواترا يجب أن يعود إلى السلطة داعيا الجيش إلى إجراء انتخابات سريعة حتى يتمكن الشعب التايلندي من تحديد زعامتهم
العدد 1477 - الخميس 21 سبتمبر 2006م الموافق 27 شعبان 1427هـ