دافع الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الأول عن تصريحات البابا بنديكت السادس عشر التي أثارت موجة غضب عارم في العالم الإسلامي، إذ قال إن كلمات البابا تأتي في سياق الحرب ضد الإرهاب. وتفادى بوش التعليق بصورة مباشرة على تصريحات البابا ولكنه أعرب عن اعتقاده بأن تلك التصريحات أبرزت ما وصفه بأنه «النضال من أجل الحضارة» وضد التطرف الإسلامي. وقال بوش في مقابلة مع شبكة تلفزيون «سي إن إن» الإخبارية الأميركية «إن هناك صراعاً بين شعوب تستغل الدين للقتل وبيننا نحن الذين نسعى للسلام».

من جانبه، انتقد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون تصريحات البابا. وقال كلينتون في تصريحات لـ «سي. إن. إن» الأربعاء إن البابا ساهم من خلال هذه التصريحات في إضعاف تأثير رجال الدين الإسلامي المعتدلين الذين يحاولون «استعادة» راية دينهم من «الإسلاميين المتعصبين».

على صعيد متصل دعا المفوض الأوروبي للشئون القضائية فرانكو فراتيني أمس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى «الأخذ على محمل الجد» التهديدات التي وجهت الى البابا. وقال فراتيني في مؤتمر صحافي في تامبيري (جنوب فنلندا) لمناسبة انعقاد اجتماع غير رسمي لوزراء الداخلية والعدل الأوروبيين «أدعو الدول الأعضاء إلى الأخذ على محمل الجد التهديدات التي وجهت إلى البابا».

إلى ذلك يعتزم الفاتيكان عقد لقاء للبابا مع سفراء الدول الإسلامية في نهاية الشهر الجاري في إطار مبادرة دبلوماسية من أجل مواجهة مشاعر الغضب التي هزت العالم الإسلامي. وأوضحت مصادر دولة الفاتيكان أن هذه المبادرة ستنفذ على مرحلتين... الأولى وهى مرحلة التوضيح في جميع المحافل والتي بدأت فعلاً تليها المرحلة الثانية إذا توجت عملية التوضيح بالنجاح في تهدئة النفوس. وأشارت المصادر إلى أن جهود سفراء الفاتيكان والمندوبين الرسوليين في الدول التي جرت فيها احتجاجات شديدة اللهجة ضد ما قاله البابا بشأن الإسلام قد أسفرت عن نتائج إيجابية. في غضون ذلك سلم وفد كنسي برئاسة القائم بأعمال القاصد الرسولي «مبعوث بابا الفاتيكان في القدس المحتلة» المسنيور جانفرنكو أمس قاضي القضاة ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الفلسطيني الشيخ تيسير رجب التميمي رسالة من الفاتيكان بشأن تلك التصريحات.

وفي مصر أكد شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي أن «سقطة» بابا الفاتيكان في حق الإسلام والنبي محمد (ص) لن توقف حوار الأديان مشيرا إلى أنها «سقطة تنم عن جهل». وفي الأردن رفضت السلطات الترخيص لمسيرة كبرى كان حزب جبهة العمل الإسلامي (أكبر الأحزاب السياسية الأردنية) يعتزم تنظيمها اليوم (الجمعة) للاحتجاج على تصريحات البابا