تواصلت التحضيرات والاستعدادات في مختلف مناطق جنوب لبنان للمشاركة في احتفال الانتصار الذي سيقيمه «حزب الله» عصر اليوم (الجمعة) في ضاحية بيروت الجنوبية. ورجحت صحيفة «السفير» مشاركة الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصر الله في المهرجان بقولها «نعم سيخاطب الناس مباشرة». بينما يتوقع منظمو المهرجان أن يكون المهرجان الأكبر في تاريخ لبنان. وقال مسئول التنظيم حسين فضل الله إن استعدادات المناطق اللبنانية كافة تشير إلى حشد لا مثيل له. وأضاف أن هناك احتمالاً بأن تنطلق مسيرة شعبية على الأقدام من الجنوب إلى بيروت للمشاركة. وأشار إلى أن الحزب لم يوجه أية دعوات رسمية أو خاصة للمشاركة في المهرجان لكنه تم وضع منصة تتسع لثلاثة آلاف شخصية، قبالة المنصة الرئيسية فيما جرى تمهيد أرض الموقع لتستوعب نحو مليون نسمة بدأت بالتوافد من الجنوب والبقاع والشمال.
وفي هذا الإطار انطلقت أمس عشرات المسيرات سيراً على الأقدام والتي تضم مئات المواطنين وآباء الشهداء من أبناء القرى الجنوبية تلبية لدعوة لنصر الله وتعبيرا عن الوفاء لنهج المقاومة والتضحية. وارتدى المشاركون في المسيرات قمصان صفراء اللون كتب عليها عبارة «الوعد الصادق» واعتمروا قبعات حمراء كتب عليها «نصر من الله» وحملوا رايات ترفع شعار «لبيك يا نصر الله» طبع عليها أسماء القرى التي جاؤوا منها.
ومن جانبها، رحبت قوى سياسية ونقابية لبنانية وفلسطينية في مدينة طرابلس بإقامة المهرجان. ودعت في بيان لها إلى أوسع مشاركة شعبية فيه لتأكيد الالتزام بخط المقاومة والإصرار على دعمها وحمايتها.
إلى ذلك، ذكرت مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أنه سينتظر خطاب نصرالله في المهرجان ليقرر مساعيه من أجل الدعوة إلى استبدال التشنج بالحوار.
وعلى الجانب الآخر، يستعد حزب القوات اللبنانية لمهرجان في منطقة «حريصا» يوم الأحد المقبل يلقي خلاله رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع خطاباً يعلن خلاله سلسلة من المواقف وهو ما يعتبره البعض استعراضاً للقوة أمام الفريق الآخر الذي يطالب بتغيير الحكومة على رغم أن المرحلة لا تحتمل الدخول في مثل هذا السجال. وفي غضون ذلك، قال شهود عيان إن مسيرة حاشدة انطلقت من بلدتي العديسة وتل النحاس في منطقة مرجعيون بالجنوب سيراً على الأقدام في اتجاه الضاحية للمشاركة في المهرجان وهي ترفع الأعلام اللبنانية ورايات حزب الله. وأضاف الشهود أنه لدى وصول المسيرة إلى محاذاة السياج الشائك قرب العديسة وكفركلا، حضرت دورية إسرائيلية مدرعة واتخذت مواقع قتالية، فعمد المشاركون في المسيرة إلى رشق الدورية بالحجارة وترديد الهتافات بالموت لـ «إسرائيل». فيما حلق الطيران الإسرائيلي على علو منخفض فوق مدينة صور أثناء تجمع أنصار حزب الله فيها.
ومن جانبه، اتهم الجيش اللبناني القوات الإسرائيلية بالإمعان في انتهاك القرار (1701) من خلال الاستمرار في تنفيذ الخروقات البرية والجوية للأراضي اللبنانية. وذكر بيان لقيادة الجيش إن أربع دبابات إسرائيلية تقدمت من موقع العباد إلى داخل الأراضي اللبنانية بمسافة 500 متر. وأشار البيان إلى انه سبق ذلك اختراق طائرة استطلاع إسرائيلية الأجواء اللبنانية من فوق البحر غرب مدينة صور ونفذت طيرانا دائرياً فوق منطقة الجنوب ثم اخترقت طائرة أخرى الأجواء ذاتها واستمر تحليقهما طيلة النهار.
القدس المحتلة - أ ف ب ، يو بي آي
شن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت هجوماً على منتقديه من المسئولين السياسيين والعسكريين وسعى لتبرير القرارات التي اتخذها أثناء العدوان على لبنان، في وقت أشارت فيه استطلاعات رأي إلى تراجع شعبيته إلى مستوى «غير مسبوق». وجاء الهجوم المضاد الذي شنه أولمرت على منتقديه خلال مقابلات أجرتها الصحف الإسرائيلية معه ونشرت مقاطع منها أمس على أن تنشر كاملة اليوم بمناسبة حلول رأس السنة العبرية. وأظهرت الاستطلاعات تراجعاً كبيراً في شعبية أولمرت وأن 7 في المئة من الإسرائيليين فقط يرون أن أولمرت مناسب لتولي منصب رئاسة الوزراء وان 22 في المئة فقط راضون على سياسة أولمرت.
وكانت شعبية أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس الأركان الإسرائيلي دان حالوتس انهارت في خضم حملة الانتقادات التي أثارها سوء استعداد الجيش وعدم تمكنه من كسر الآلة العسكرية لحزب الله.
لكن أولمرت قال في لقائه مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» «أنا أكثر شخص مناسب للقيادة». وقال في مقابلة مع صحيفة «معاريف» «ليس لدي أدنى شك بأننا كسبنا الحرب». واعتبر أن كل القرارات الجوهرية التي اتخذها خلال الحرب في لبنان كانت صحيحة ورفض أنباء تحدثت عن أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين قالا للحكومة الإسرائيلية المصغرة للشئون الأمنية والسياسية، بعد أسبوع على بداية الحرب، إن الأهداف من الحرب قد تم تحقيقها. من جهة أخرى، اتهم أولمرت جهات سياسية بتنظيم وتمويل ودعم حركة الاحتجاج المؤلفة من جنود إسرائيليين في الاحتياط ومن نشطاء الحركة من أجل نزاهة الحكم في «إسرائيل» التي تدعو لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات حرب لبنان.
بيروت - يو بي آي
حذر الرئيس السوري بشار الأسد من وقوع لبنان في شباك التدويل نتيجة تطور عديد القوات الدولية في جنوب لبنان لتصبح قوات حلف شمال الأطلسي كما لم يستبعد حرباً إسرائيلية ضد سورية التي «لن تستسلم».
ونسبت صحيفتا «السفير» و«الأخبار» أمس إلى الأسد قوله لوفد إسلامي لبناني زاره في وقت سابق من الأسبوع الحالي إن القوات الدولية التي أرسلت إلى لبنان تتطور في عددها لتصبح قوات حلف الأطلسي كما حصل في البوسنة «وبالتالي يمتد هذا التدويل إلى كل المنطقة ما يؤدي إلى الشرق الأوسط الذي يريدونه عبر إثارة النعرات الطائفية من أجل التقسيم كما هو حاصل في العراق».
وحذر أيضاً من أن تنزع القوات الدولية عنها صفة «الحياد والإشراف على وقف إطلاق النار (بين إسرائيل وحزب الله) لتصبح قوة معادية تقوم بأعمال قمعية بعد أن تنحاز لهذا الفريق أو ذاك».
وقال الأسد إن لبنان «وقع فعلاً في شباك التدويل على أكثر من صعيد بينها المحكمة الدولية (في قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري) التي هي نوع من التدويل للقضاء اللبناني». وتوقع «ازدياد الضغوط» على بلاده لكنه قال إن سورية «لن تقدم تنازلات». ولم يستبعد الأسد حصول حرب جديدة في المنطقة «تتعدى لبنان»، وقال «هذا الاحتمال وارد لآن (إسرائيل) في طور التفتيش عن مخرج لازمتها عبر مغامرة جديدة لاستعادة الثقة بنفسها».
وفي السياق ذاته، قال مصدر عسكري إسرائيلي إن الجيش السوري خفض من حال التأهب التي أعلنها مع العدوان على لبنان. ونقلت صحيفة «معاريف» عن المصدر قوله إن الجيش السوري بدأ بتسريح جنود الاحتياط
العدد 1477 - الخميس 21 سبتمبر 2006م الموافق 27 شعبان 1427هـ