رأت حركة «حماس» أمس أن بيان اللجنة الرباعية الدولية «خطوة غير كافية»، مطالبة برفع الحصار المالي المفروض على الحكومة الفلسطينية. من جانبها، دعت نحو 40 شخصية سياسية واقتصادية واجتماعية أمس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى استخدام صلاحياته الدستورية لتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل كسر الحصار المفروض على الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم «حماس» والنائب في المجلس التشريعي مشير المصري إلى ان «بيان الرباعية خطوة غير كافية». وأضاف «كان من المنتظر والمتوقع رفع الحصار بشكل كامل عن شعبنا الفلسطيني أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية التي تمثل المجموع الفلسطيني وتستند إلى وثيقة الوفاق الوطني التي تحظى بالإجماع الفلسطيني».
إلى ذلك، اتفقت الشخصيات خلال اجتماع عقد في مقر كتلة «فتح» البرلمانية على تشكيل جبهة وطنية عريضة لتشكل «معارضة فعالة في الشارع الفلسطيني». وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القدس عبدالمجيد سويلم باسم المجتمعين إن الاجتماع عقد «بعد تراجع حركة (حماس) عن اتفاقها مع الرئيس عباس على برنامج حكومة وحدة وطنية على أساس وثيقة الأسرى».
جاء ذلك في وقت أعلن فيه وزير الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني سعيد صيام حل اللجنة المشتركة التي تم تشكيلها من 4 أجهزة أمنية لمتابعة وجمع المعلومات عن جريمة اغتيال مسئول العلاقات الدولية بجهاز المخابرات جاد تايه وأربعة من مرافقيه. كما أعلن صيام إخراج ممثل جهاز المخابرات العامة من هذه اللجنة وإبقاء الأجهزة التابعة لوزير الداخلية والتي سيتم من خلالها متابعة القضية من دون مشاركة جهاز المخابرات للوصول إلى الفاعلين الحقيقيين في جريمة اغتيال التايه.
وجاءت تصريحات صيام ردا على اتهام نائب رئيس المخابرات العامة توفيق الطيرواي لوزير الداخلية بالمسئولية عن جرائم القتل والفلتان الأمني على الساحة الفلسطينية. واتهم صيام «جهاز المخابرات بتسريب خبر الكاميرات التي كانت موجودة على منزل رئيس الوزراء إسماعيل هنية والقريب من مسرح الجريمة إلى الإعلام».
وفي هذه الأثناء، حذرت «فتح» على لسان المتحدث باسمها فهمي الزعارير ما أسمته بمغبة التهاون في التحقيقات أو تقييد جرائم القتل المنظم ضد مجهول وإسنادها للقدر معتبرة أن عمليات الاغتيال والقتل تعبر عن تبلور مجموعات الجريمة المنظمة «مافيا الاغتيالات» في قطاع غزة تحديداً.
ميدانياً، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس بفرض إغلاق تام على الضفة الغربية وقطاع غزة بمناسبة رأس السنة العبرية الذي يبدأ مساء الجمعة، وفق ما أفيد في وزارته.
من جانب آخر، أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن خمسة فلسطينيين استشهدوا أمس برصاص إسرائيلي بينهم امرأة وشاب سقطا خلال عملية توغل بدأها الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية في رفح وثلاثة في غارة إسرائيلية على جباليا. في المقابل، أعلنت «سرايا القدس» قصف بلدة سديروت ومجلسها الإقليمي «شعار هنغيف» شمالي غزة بصاروخين من طراز «قدس» متوسط المدى.
وفي تداعيات الأزمة الجندي الإسرائيلي الأسير، أكد وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار أمس ضرورة التزامن في عملية تسليم الجندي الإسرائيلي المختطف في غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وشدد الزهار خلال ندوة حضرها أهالي الأسرى على ضرورة أن يتمسك الجانب المصري بمسألة عدم إطلاق سراح الجندي إلا بعد موافقة الجانب الفلسطيني على ذلك. ووصف الزهار المواقف الإسرائيلية بأنها «متعنتة» معرباً عن عدم ثقته بالإسرائيليين بسبب «المماطلة» وممارسة الكثير من الضغوط حتى يقدم الفلسطينيون الكثير من «التنازلات وذلك بتجويع الشعب الفلسطيني وإغلاق معبر رفح» الذي لم يتم فتحه منذ اختطاف شليط سوى سبعة أيام فقط
العدد 1477 - الخميس 21 سبتمبر 2006م الموافق 27 شعبان 1427هـ