شدد وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز على أن بلاده لم تقم بدعم زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن ولا نائبه أيمن الظواهري، ملمحا إلى الدعم الذي تلقاه التنظيم من الولايات المتحدة الأميركية إبان الحرب الأفغانية ضد السوفيات.
وتساءل الأمير نايف، في كلمة ارتجلها خلال رعايته أعمال الملتقى الثاني لمديري الفروع ورؤساء هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية أمس «من الذي أقام تنظيم (القاعدة)؟ أعتقد أن المتدبر يعرف من الذي أقامه، والذين يحتجون به علينا من أننا وراءه، فكيف نكون وراء من يقتلنا ويقتل شبابنا ويضلل شبابنا؟».
ودعا العلماء إلى أن يقولوا الحقيقة وقال «إذا لم نواجه الواقع بالحقيقة وبالشجاعة وبالدليل فإذا لم نقعد ونمنع كل عابث يحاول أن يدعو ويشوه الإسلام بما يدعيه من الإصلاح والتقدم الفاسد هذا خطر علينا». وأعلن أن «هؤلاء (بن لادن والظواهري) أناس نعرف اتصالاتهم بجهات أجنبية ونحاربهم وسنحاربهم وسنقطع ألسنتهم».
إلى ذلك، قال الأمير نايف إن المملكة هي المستهدف الأول من «مدعي الإسلام ومطايا» أعدائه، وذلك لما تمثله المملكة من ثقل على مستوى الدول الإسلامية. وأضاف أنه «آن لنا ألا نصمت لأن الاستهداف أتانا من طرق متعددة، وبكل أسف أتانا من مدعي الإسلام الذين أصبحوا مطايا لتحقيق رغبات أعداء الإسلام». وأضاف «لسنا لوحدنا في هذا العالم ولسنا في كوكب مستقل ونحن وسط هذا العالم بخيره وشره»، مؤكدا أن «الشر أكثر بكثير من الخير». وقال «كم حدث في هذه الحياة من حدث وألبسوه بهذه البلاد وكأننا وجدنا لنحارب هذا العالم أو نفسد هذا العالم»، مؤكدا أن المملكة لا تشارك «إلا في البناء وما فيه صلاح الإنسان».
وأضاف الأمير نايف «أنه ليس لأحد فضل على المملكة بل كانت هي صاحبة الفضل، ولم تبخل بكل ما من شأنه مساعدة كل من يحتاج للمساعدة في أنحاء العالم كافة، ولكنها لم تجاز بالإحسان بل الإساءة».
وبشأن الموقف من بعض الأصوات التي طالبت بإلغاء هيئة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، اعتبر «أن على الهيئة واجبات ومسئوليات في هذا العصر المضطرب»، مشيرا «إلى أن العلماء ودور العلم والجامعات والإعلام مطالبون بأخذ دورهم في محاورة الجهلاء وتوضيح حقيقة النهج الإسلامي»، مشددا على «الحاجة لأمن فكري يخاطب العقول».
ونبه إلى أن المملكة باعتبارها دولة الإسلام هي المستهدف الأول من أمور يشهدها العالم. وقال وزير الداخلية السعودي «إن هناك من قال إن الإسلام عدو ثان بعد الشيوعية»، وتساءل «هل هناك إنسانية في قانون أكثر من إنسانية الإسلام؟ ففي الإسلام بناء للبشرية».
وأضاف مخاطبا السعوديين «إن أبواب أولياء أموركم مفتوحة فما الذي يجبرنا على نشر العرائض على الانترنت والصحف»، مستطردا «إن العلم والدعوة يجب ألا يخوض فيهما إلا من كان مؤهلا لهما». ودعا العلماء في المملكة إلى أن يدافعوا عن دينهم، وقال «دافعوا عن دينكم دافعوا عن وطنكم دافعوا عن أبنائكم دافعوا عن الأجيال القادمة»
العدد 1477 - الخميس 21 سبتمبر 2006م الموافق 27 شعبان 1427هـ