العدد 1476 - الأربعاء 20 سبتمبر 2006م الموافق 26 شعبان 1427هـ

«الأنثى»... والمساحة الضيقة

هدير البقالي comments [at] alwasatnews.com

-

«ليس علينا إلا أن نجعل الجسد يتدفق من الداخل، وليس علينا إلا أن نزيل - مثلما محونا من اللوح - كل ما من شأنه تعويق أشكال الكتابة الجديدة أو الإضرار بها، ونحن نستبق كل ما هو ملائم أو كل ما يناسبنا».

إليانا شولتر

يعد النص الأدبي مدخلاً فضفاضًا للعقل والجسد، ونوعاً من الخلق والاختلاق لكل الأوراق الخاوية بفكرة ما أو إلهام معين، تارة تكون المقصودات معلنة، وقد نبحث عنها في سرائر ما وراء النص المكنون تارة أخرى.

تملأ/ تكتب الأشياء كما هي، تارة برقة، وتارة أخرى بصورة أقرب إلى الوحشية الاندفاعية، وبسطور جريئة، وحادة. هكذا، نكتب، وإن كنا أحياناً نكتب نصوصاً كما كتبت قبلنا نصوص لم تأول بعد.

يبدأ النص عندما تبدأ الروائية بالولوج الى الكتابة، بتهدج وتلجلج، محاولة لاستقراء الذات الأنثوية وما يحيط بها من معطيات متناغمة، تساقي فيها سجايا النفس وغرائزها، إنها مساحة الحرية التي تفتقدها المرأة في أمكنة وأزمنة أخرى. الانثى حين تكتب مفرداتها تحدق فيها تجدها جليلة من دون قيود أو رهبة، تبثها من دون أن يسقط من ذهنها شيء ما في نقد الذات المؤذي، اما الحديث عن الأنثى وجموحها، فقد يلغي النص في الوصف، كوابح عدة تبدأ عملها، إنه الخوف على قيمة التعايش مع القيم الخارجة من تلك المساحة خارج الأنثى، وإن كان المنطلق هو النص، والنهاية ذاتها هي النص ذاته، الأنثى تمارس الهروب منها... لها.

تباين وتشاكل، بجانب التأرجح لموضوعات صاخبة لكنها مباحة، أحياناً، لا تكتفي بالإيماء والإنغماس في الخفاء. بالتصريح والتلميح تكتب الأنثى. هي لا تكشف عن عالمها البتة.

تكتب الأنثى عن الجسد بوصفه عنصراً يخلقه النص، لكن النص ضيق كما هو ذلك الخارج ضيق، كلما كان النص أكثر استشفافاً وأكثر تذوقاً للقيم الإنسانية كما هي في عالم المرأة، هاجمتها الثقافات والحضارات والدلائل الروحية المغمغة لدى البعض، يمر هنا الإشكال من خلال الاستبطان والرؤى المتعاطية بماهية إحداثيات تفاصيل فلسفة «التحريم» والخروج عن «المألوف»، لذلك، تكتب الأنثى ولا تكتب. تباً لهذه المساحة الضيقة.

يظل الجسد منبعاً للارتواء الايديولوجي لخطاب الروائية، وتعويضاً للوعة والحرمان، والرغبات المكبوتة في اللاشعور، ولاسيما بعالم التجربة والمشاهدة، والحلم والخيال، الذي يجول التمحور بثناياه الخصوصية والتفردية، وان بدا لنا اعتباطاً محبباً.

إذ، المعيار السائد للأدب يتمخض بين الجسد وبيولوجية الروائية، وطابعها الإنساني والاجتماعي، المتمركز بتكنيك الفعل الغائب لملامح كتابتها، وديباجية الإشكاليات التى تتوالد لهنيهات من نوازع وشطحات هنا، وهناك أشياء أخرى لم تذعن أليها ولربما تسبر بها بإطار أحمر مخملي، قد لا يمنع من الرقيب

العدد 1476 - الأربعاء 20 سبتمبر 2006م الموافق 26 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً