العدد 1476 - الأربعاء 20 سبتمبر 2006م الموافق 26 شعبان 1427هـ

المواطنون يعانون ...و الوزراء لا يقرأون

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

حضر الوزير، غادر الوزير... جلس الوزير، قام الوزير... أتى الوزير، ذهب الوزير... استقبل الوزير، ودع الوزير... افتتح الوزير، أغلق الوزير... قص الوزير، ربط الوزير... صرح الوزير، نفى الوزير... اجتمع الوزير، قرر الوزير، ضحك الوزير، راح الوزير، سافر الوزير... أخبار الوزير من قام وحتى نام، نقرأها يومياً على الصفحات الأولى في الصحف، وبجانبها الصور الملونة لسعادة الوزير وهو لابس البشت (لزوم الفخفخة) والذي لا يتركه حتى في المنام...

نقرأ في الصحف ونرى في التلفزيون كل حركات الوزير التي يعملها بالبشت (من الألف إلى الياء) إلا شيئاً واحداً... لا نراه ولا نسمعه ولا نعتقد أنه ملموس من قبل الشعب البحريني ألا وهو عمل الوزير... الوزير الذي جاء وحصدَ من دون زرع وأكل من دون عمل ثم استوى على كرسيه وانتفشَ من دون تعب، هذا الوزير ما الذي استفاد المواطنون البحرينيون من وجوده على كرسي الوزارة ؟ ولا شيء غير الغربال والعذاب... المدرسون والطلبة في المدارس يعانون الأمرين، الموظفون والعمال والمواطنون تتكدس بهم شوارع المملكة في الصباح الباكر وفي الظهر (عند بداية الدوام ونهايته) وغير وغير من العذاب الذي يلقاه المواطنون البحرينيون والمقيمون في البلد من الإهمال في أعمال الوزارات الخدماتية... وسعادة الوزير ولا كأنه موجود لحل المشكلات التي يعاني منها البلد وسكانه، هو لا يلتفت لهم أصلاً ولا يهمه غير لبس البشت والذهاب للمطار...

المدرسات البحرينيات كنت قد كتبت عن معانتهن (منذ يومين) بسبب قرار التدوير (اللي مادري الوزير من وين اخترعه) وخلط الحابل بالنابل، والذي سيجعل طالباتنا وطلبتنا اضحوكة أمام الناس في المستوى التعليمي بسبب تعب وإرهاق المدرسين والمدرسات البدني والنفسي، وعدم استطاعتهم إيصال المعلومة الصحيحة لأبنائنا الطلبة... كتبنا وشرحنا وأرسلنا وطلع كل اللي قلناه (بوش) لأن سعادته غادرَ وودعَ، وللبشت لبسَ ووقفَ ثم ابتسمَ وصورَ... طيب ومشكلات التعليم والمعلمين والطلبة يعني من لها ؟ الله أعلم... وهؤلاء الذين يعانون ويتعذبون ماذا يعملون، وإلى أين يتجهون بشكاويهم إذا كانت أبوابكم موصدة وإذنكم مسدودة وأنتم منشغلون مع بلعَ؟...

المواطنون البحرينيون لا يمكن أن يلومهم أحد إذا كانت أعصابهم ( واصلة لخشومهم ) في أعمالهم اليومية أثناء الدوام الرسمي... الواحد منهم يخرج من بيته في الصباح الباكر ( مع صياح الديك ) ولا يمكن أن يصل إلى عمله في الوقت المحدد... يعني دائماً عليه تأخير وخصم من الراتب... ويخرج من عمله بعد نهاية الدوام ولا يصل إلى بيته إلا عند أذان العصر، لأن شوارع البحرين في بداية الدوام وعند نهايته تكون (مأساة) السيارات متراكمة وشبه متوقفة وتمشي (على سعة) مثل السلحفاة وأكثر... تصورا أن المسافة التي من عين عذاري إلى ميناء سلمان هي أقل من كيلومترين وتقطعهم السيارة في أكثر من ساعة ونصف... تعرفون ليش؟ لأن ( ودعَ واستقبلَ ) والذي هو من المفروض أن يكون المسئول الأول عن تخطيط وبناء الشوارع السريعة في البحرين لا يهمه أن يعتني بالشوارع التي يستخدمها عباد الله ويبني لها الجسور والأنفاق الضرورية...

قبل أن يحل علينا فصل الصيف الذي نحن فيه، بدأت التصريحات النارية للمسئولين عن الكهرباء... هذا الصيف ستكون البحرين غير وغير، لن تنقطع الكهرباء بعد اليوم، كابل واحد لا اثنين من مراكش للبحرين... وكل هذا أصبح فقط شيلات لأن الواقع المرير الذي مر على البلاد في هذا الصيف جعل البحريني يسيح من الحر ويحمر وجهه من الغضب، الكهرباء لم تتقطع ولكنها انقطعت (خير شر) عن غالبية مناطق البحرين... والأسوأ من قطع الكهرباء هو التلفون الذي وضعته الوزارة (مشكورة) لاستقبال شكاوى المواطنين... يرقع ويرن، ولا عمره يرد، ويخلي المواطن يرن... والناس المساكين ما عندهم إلا المجمعات التجارية يلجأون إليها هرباً من الحر...

الأكيد هو أن هناك فجوة بين الوزراء والمواطنين... والسبب هو أن الوزراء لا يقرأون... المواطن يكتب ويشتكي، والوزير مشغول (بالبشت) مع استقبلَ وابتسمَ وسلمَ وغادرَ..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1476 - الأربعاء 20 سبتمبر 2006م الموافق 26 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً