العدد 1476 - الأربعاء 20 سبتمبر 2006م الموافق 26 شعبان 1427هـ

تحليل الوضع من دون مجاملات

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في عددها الثاني الصادر مطلع 1950، نشرت مجلة «صوت البحرين» مقالاً تحليلياً وصفت فيه مجريات الامور في البحرين (آنذاك) بعد الانتهاء من انتخابات مجلس بلدية المنامة... ولان النخبة التي أصدرت تلك المجلة الرائدة ساهمت لاحقا في رص الصفوف الوطنية، فإن تحليلها للوضع كان مهما، لأن تشخيص الداء نصف الدواء.

كتبت «صوت البحرين» تقول إن المجتمع في البحرين يبدو وكأنه «جماعات متنافرة متنابذة، تتلظى كل منها حقدا على الاخرى، وتسعى إلى الكيد بها والنيل من كراماتها على رغم ما نلمحه من صفاء كاذب بين الافراد... فكأنما بين القوم ثارات». وأضافت المجلة الرائدة «هذه حقيقة لاينكرها الا كل مكابر يتعامى الدواء لانه ألف الداء، او لانه يفرق من مبضع الجراح. ومن المؤسف ان تكون هذه النعرة الطائفية أشد ماتكون استفحالا بين السنة والشيعة، وان المرء المتجرد لا يحتاج الى جهد كبير ليستبين مظاهر هذا الخلاف الطائفي المتعدد».

وواصلت «صوت البحرين» حينها لتقول «وتحل نكبة، كالحريق مثلا، بجماعة من الطائفتين فينبري القادرون من افرادها الى جمع الاعانات المالية من أثرياء الطائفة نفسها، من دون ان يشركوا معهم أغنياء الطائفة الاخرى، والواقع انهم لو فعلوا لما نالوا غير الخيبة المريرة، والرد غير المؤدب كما حدث ذلك مراراً بين الطائفتين، فكأنما نمنح المنكوبين عوننا لشيعيتهم وسنيتهم لا لإنسانيتهم. فأنظر الى أي مدى يبلغ التعصب الطائفي بحيث يخنق العواطف الانسانية...».

ومن ثم قالت المجلة «وبالأمس جرت الانتخابات لمجلس البلدية بالمنامة فدس العنصر الطائفي أنفه فيها، وحرك فتنا خامدة .وزاد شقة الخلاف اتساعا. وقبل ذلك قامت الحكومة باحصاء عام للسكان (بلغ حينها عدد السكان 109650 نسمة)، فثارت ثائرة بعض الطائفيين حين علموا ان نية الحكومة متجهة الى النص على مذاهب الافراد في سجلات الاحصاء، ثاروا خشية ان يظهر الاحصاء تفوقا في عدد أفراد هذه الطائفة وتلك على الاخرى، فما أصغرها من نفوس؟».

اختتمت «صوت البحرين» مقالها بالقول «ليعتنق كل منا مايشاء من العقائد، فهذا من أولى مبادئ الحرية الشخصية، ولكن هذه الحرية يجب ان تنتهي حين يبدأ صالح المجتمع، وحينئذ يجب على المرء ألا يجعل من عقيدته عاملا من عوامل تفكيك المجتمع واضمحلاله... كونوا مجتمعا متراصا، لاجماعات متنابذة متخاذلة اذا شئتم لأنفسكم حياة كريمة عامرة».

كان ذلك التحليل يتحدث عن العام 1950، ولا اظنه تغير كثيرا ونحن نعيش حاليا في العام 2006، فهل هناك من يعتبر؟

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1476 - الأربعاء 20 سبتمبر 2006م الموافق 26 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً