يستقبل العالم الإسلامي الأسبوع المقبل شهر رمضان المبارك مرة أخرى، بأجندة معلقة من القضايا والتحديات، التي تزداد حدتها عاماً بعد عام، ورمضاناً بعد آخر. يستقبل المسلمون شهر رمضان المبارك هذا العام، بروائح جثث الأطفال في لبنان وفلسطين والعراق، وبطعنات عالمية توجه مرة بعد أخرى إلى عقيدتهم، تحمل مرة توقيع رسامي كاريكاتير، ومرة أخرى توقيع «البابا» شخصياً، ويضع المسلمون أيديهم على قلوبهم وهم يسألون عن التوقيع الذي ستحمله الطعنة المقبلة.
صراع فكري، ثقافي، ايديولوجي، يتبلور شيئاً شيئاً، تحكمه السياسة والاقتصاد ودوافع أخرى غيرها بعضها معلوم وبعضها الآخر لا يبدو واضحاً تماماً، تشكل جميعها لوحة ضبابية لما حصل بين رمضانين. وفي البحرين، لا تبدو اللوحة أقل ضبابية، فرمضان هذا العام مغلف بنكهة السياسة، فالاستعدادات للانتخابات التي يتوقع أن يعلن موعدها قريباً على قدم وساق، والقضايا الوطنية العالقة منذ عام، لاتزال عالقة، إن لم تزد تعقيداً.
وبين رمضانين أيضاً، كشفت قضايا، وظهرت أخرى غيرها تحتاج إلى كشف وتحليل وتبصر. وعلى رغم الجو الروحاني الهادئ الذي يغلف دوماً شهر رمضان، فان مستقبل قضايا مصيرية عالقة تحيط بالأمة الإسلامية، تزيد الجو قتامة شديدة، وخوفاً شديداً مما ستئول إليه الأمور. إلا أن شهر رمضان سيحل ضيفاً كريماً علينا قريباً، وسيمر سريعاً، ليفرح الجميع بالعيد عندما ينتهي، وتستمر التحديات تسطر لوحتها الجديدة لرمضان جديد
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1475 - الثلثاء 19 سبتمبر 2006م الموافق 25 شعبان 1427هـ