الأخ يقول إنه يبصم بالخمس بأن (النعيمي وأبل وشريف) سوف لن يحالفهم الفوز في الانتخابات القادمة للمجلس النيابي، وهو (كرفيق درب سابق لهم) يقترح عليهم بأن لا يدخلوا المعترك الانتخابي القادم حتى لا يضحوا بسجلاتهم التاريخية في القيادات الحزبية النضالية، أما إذا هم لم يستمعوا إلى نصيحته (المقدمة لهم على طبق من ذهب) واختاروا خوض الحرب الخاسرة (من وجهة نظره) فإن عليهم أن ينسحبوا من الحياة الحزبية ويتخلوا عن مواقعهم القيادية لكفاءات شبابية...
البصمة بالأصابع الخمس تعني بجميع أصابع اليد الواحدة... مع أن الإنسان المكتمل النمو يوجد لديه يدان وليست يداً واحدة، ويحتويان على عشر أصابع، وهم الذين يعتبرون كامل البصمة حسبما نرى في التبصيم... وإذا أضفنا إليهم عدد أصابع الرجلين العشر (إذا لم تكن له رجل مقطوعة) فإن عدد الأصابع جميعها سوف يكون عشرين إصبعاً... وعندما نجزم ولا نعتقد فقط بأن الأخ الكريم يملك عشرين إصبعاً بالتمام والكمال فإننا نسأل عن بصمته بالخمس أصابع فقط لا غير...
الأخ عندما يقول هذا الكلام (يبصم بالخمس) ويتجنى على رجال شرفاء كان بإمكانهم أن يقدموا بعض التنازلات ويحصلوا على الخير الوفير من عطايا بالهبل للأراضي، ومراكز كبيرة في الدولة... لكنهم رفضوا ذلك وقدموا في المقابل الكثير من التضحيات الشخصية والعائلية في سبيل ترسيخ مفهوم (العدل للجميع)... عندما يتجنى عليهم (الأخ) فإن باقي رجالات ونساء المجتمع البحريني يسألون عن كيفية حصوله على التأكيدات التي يبصم عليها... وخصوصاً أنه معين في عدة مجالس شورية سابقة، ما يعني بأن هذه البصمة لم تصدر من فراغ أو تأتي من عدم...
الحاصل الآن في البحرين... وفي هذا الوقت بالذات أن الاستحقاقات النيابية والبلدية على الأبواب... والناس في غالبيتها متوترة أعصابها وتريد التركيز في مرشحيها وناخبيها وبرامجها وطريقة تنفيذ العمليات الإعلانية وحسبة الدخول من عدم الدخول إلى المعترك الانتخابي الذي سيكلفها الكثير من الجهد والمال والعمل... وعندما يأتي (الأخ) ويطلق هكذا تصريحات ظالمة ومجحفة وغير محسوبة بالصحيح، في حق أناس مشهود لها بالكفاءات الحزبية للجماعة التي ينتمون إليها ويؤمنون بفكرها، فهذ في رأينا المتواضع تصريح خطير لم يجانبه الصواب أبداً ولم يحسب حسابه...
أنا لست حزبياً أبداً... ولم أنتم في يوم من الأيام لأي حزب سياسي أو ديني... وقد قلتها صراحة في أكثر من مناسبة بأني أنتمي إلى حزب (بوسلمان) جلالة ملك البحرين المعظم... لكني احترم الجميع، وأقدر جميع التوجهات الحزبية في المجتمع البحريني المسالم (سواء الايدلوجية أو الدينية) لأن جميع من بها (من قيادات وأعضاء) هم أناس وطنيون محترمون لذاتهم وبلدهم ومعتقداتهم... اختلف معهم في بعض النقاط (نعم) لكن الاختلاف لا يفسد للود قضية، وجميعهم (بلا استثناء) يريدون صالح الوطن والمواطن... لكن كل يراه بحسب منظوره الشخصي والحزبي...
مبدأ رفض الآخرين (يا أخي) مرفوض عندنا في البحرين ولا نستسيغه... والمبدأ المعروف لدينا هو إعمل بحسب قناعاتك واترك غيرك يعمل بحسب قناعاته، مادام العمل جميعه في صالح الجميع... الأساليب من الممكن أن تختلف، لكن المصب النهائي هو دائماً واحد، ويأتي في صالح الوطن والمواطن... وإذا كنا نحن لم نكن معهم رفقاء درب ومع ذلك نحمل لهم الكثير من المودة والاحترام، فكيف تهاجمهم أنت وتقول بأنك رفيق درب لهم؟ سنفتش بدقة لنعلم إذا كنت رفيق درب أم لا...
أخيراً (يا أخي) أنا وجميع المواطنين البحرينيين المخلصين لهذا الوطن نسأل: من أين لك بالتأكيدات التي تجعلك تبصم بالخمس على سقوط هؤلاء القياديين الثلاثة؟ من هو ذاك الذي أعطاك هذه التأكيدات على سقوط أشخاص سيترشحون في انتخابات لم يحن وقتها بعد؟ كيف عرفت مسبقاً عن نتائج انتخابات يقولون لنا بأنها نزيهة؟ ولعلمك (يا أخي) بأني سأترشح للانتخابات المقبلة وأرجوك أن تخبرني (من الآن) إذا كنت سأفوز أو أخسر حتى توفر علي الجهد والمال..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1474 - الإثنين 18 سبتمبر 2006م الموافق 24 شعبان 1427هـ