تلقيت مكالمة من إحدى القارئات البحرينيات من الرفاع الشرقي، كان صوتها يكفي لمعرفة ما بداخلها من حرة تريد التعبير عنها لأنها كما يعبر صوتها غير قادرة على تحمل ما تريد الإفصاح لي به. تقول المرأة إنها دخلت أحد الأسواق وكان في أحد الممرات فتاتان تروجان لسلعة ما، وكانت الفتاة الأولى آسيوية ترتدي الزي البحريني الشعبي القديم (النشل) والأخرى وهي بحرينية كانت ترتدي زياً رسمياً آخر، حسب نظام العمل في شركة الأغذية تلك!
ذكرت المرأة أنها انزعجت كثيرا عندما رأت الزي البحريني الأصيل ترتديه امرأة لا تعرف من هذا البلد إلا اسمه وعملته فقط، مشيرة إلى - على حد قولها - ألا يكفي أن هذه العمالة شاركتنا في «جنسيتنا» حتى تتطاول على تراثنا وتاريخنا أيضا؟ (...) هذا الثوب الذي تزينت به أمهاتنا وجداتنا أصبح الآن سلعة رخيصة تستعمل للترويج عن السلع الغذائية !
وواصلت في حديثها وهي تتحدث لي بحرقة تسيطر على نبرات صوتها، إذ تقول: عندما رأتني البائعة البحرينية كيف امتلأت غيظا من هذا المنظر، قالت لي أتريدين أن تزدادي غيظا أيضا ؟ قلت لها وهل من أمر أكثر مرارة، فقالت البائعة البحرينية نعم فهذه البائعة الآسيوية تعمل مقابل ثمانية دنانير في اليوم، وأنا أعمل مقابل خمسة دنانير فقط على رغم أن العمل واحد! ومن جانبي لن أعلق على هذه المكالمة تاركا التعليق للقراء الأعزاء
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1474 - الإثنين 18 سبتمبر 2006م الموافق 24 شعبان 1427هـ