العدد 1473 - الأحد 17 سبتمبر 2006م الموافق 23 شعبان 1427هـ

هنيئاً لك يا بابا

محمد سلمان mohd.salman [at] alwasatnews.com

في الفترة الماضية تنامت الانتقادات بشكل يفوق كل تصور، وذلك لما وجهه بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر من إساءة إلى الإسلام والرسول الأكرم (ص). فهذه الإهانة الصريحة وجهت - حسب قول البابا - من دون قصد وهو «آسف» لشعور المسلمين بالإهانة.

وهنا أتساءل «كيفي لا نشعر بالاهانة من التصريحات، أنت يابابا وجهت لنا اتهاما بأننا ننشر الإسلام بحد السيف، وذلك ما يتنافى تماما مع المعتقدات لدينا، كما وانك قارنت الجهاد للدفاع عن الدين بما هو بعيد كل البعد وهو التغطرس والتجبر في الأرض.

يا ليت هذه التصريحات توقفت عند الإساءة. كلا، إنها تعدت مسألة الإساءة ووصلت إلى مرحلة بدأت تبعث الخوف في قلوب الناس، ذلك بأن بعض «الجهال وقصيري النظر والبصيرة» بدأوا في القيام بأعمال شغب ومحاولات لحرق أو تفجير الكنائس - مثال لذلك ما حدث في كل من بغداد والأراضي المحتلة أمس الأول - خلا ذلك عن المظاهرات والاحتجاجات التي عمت أنحاء العالم. ألا يكفينا ما نعيشه من تفرقة عنصرية لكي تأتي هذه التصريحات لتبعث فينا نزعة نحن في غنى عنها؟

لماذا الآن الخلاف بعد أن تمكنا من تجاوز موضوع الرسوم الكاريكاتورية بعد جهد جهيد؟ والآن بعد ما وقع الفأس في الرأس فإن «حضرة البابا» سيحظى بنصيبه، إذ إن حياته مهددة بالخطر بعد أن توعده عدد من المتطرفين وحثوا على قتله. ولكنه إذا لقي مصرعه على يد أحد المتطرفين فإن اللوم سيوجه إلى الإسلام كديانة ويوصف بشكل أبشع من الذي يصفونه به (الغربيون) حالياً، فهل نحن مستعدون للخوض في هذا الاحتمال؟ لو أن بنديكت اعتذر لكان تفادى ما قد يقوم به المتطرفون من تهديدات لاستغلال هذا الموقف لحرف المعتدلين وتجنيدهم ليقوموا بأعمال لا تمت للإسلام بصله، فباختصار هذه التصريحات زادت الأجواء تأزما. لكن الغرور والتعجرف يمنع من يعتقد أنه الأسمى من الاعتذار. وهنا نقف عند هذا الحد لنقول هذا زرعك يا بنديكت، ستجني ما زرعت، فحصادك شوك وهنيئا لك به

إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"

العدد 1473 - الأحد 17 سبتمبر 2006م الموافق 23 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً