العدد 1473 - الأحد 17 سبتمبر 2006م الموافق 23 شعبان 1427هـ

الحرب الباردة في سوق العمل

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

"نهاية الحرب الباردة بين القطاعين العام والخاص" فيما يتعلق بموضوع الوظائف، عبارة أطلقها وزير العمل بالشقيقة الكبرى والجارة المملكة العربية السعودية غازي القصيبي. هذه العبارة التي شدت انتباه الحضور جاءت في سياق كلام الوزير في مؤتمر: "توطين الوظائف ومكافحة البطالة في دول مجلس التعاون" والذي عقد في المنامة يوم أمس. المعروف أن المؤتمر والذي يواصل أعماله حتى اليوم (الاثنين) ينعقد تحت رعاية وزير العمل بمملكتنا مجيد العلوي وبرعاية إعلامية من جانب صحيفة "الوسط".

وفهم من كلام الوزير القصيبي بأن التعاون سيكون الصفة المميزة بين القطاعين العام والخاص في الفترة المقبلة وذلك على خلفية انتهاء الحرب الباردة بين الطرفين والتي استمرت لفترة غير قصيرة. هذا الكلام أثلج صدور المهتمين لقضية البطالة في المنطقة لسبب جوهري وهو أن البطالة (وخصوصاً في أوساط الشباب) عبارة عن قنبلة موقوتة. وحسب المسئولين فإن البطالة ترتفع بنسبة 3 في المئة في بعض دول المجلس.

الطفرة النفطية الجديدة

كما أكد الوزير القصيبي مسألة في غاية الأهمية وهي أن فوائد الطفرة النفطية التي تعيشها دول المنطقة يجب أن تصل إلى المواطنين. بالمقارنة لاحظ الوزير السعودي أن العمالة الوافدة هي التي استفادت بشكل نوعي من الأنشطة الاقتصادية التي رافقت الطفرة النفطية التي حدثت في السبعينات من القرن الماضي. تحديدا عملت دول المنطقة على توظيف أموالها في مجالات البنية التحتية الأمر الذي استوجب جلب عمالة أجنبية غير مهرة وغير مكلفة لكنها على استعداد للعمل في أي مجال. بمعنى آخر، أغفلت دول المنطقة الاستثمار فيما يخص تدريب وتأهيل المواطنين. وشدد القصيبي بأن المطلوب في الوقت الحاضر تدريب وتأهيل الكوادر المواطنة. بدورنا نشدد على كلام الوزير ونقول إن خير الطفرة النفطية يجب أن يصل جميع المواطنين بلا استثناء.

الأيدي الخفية لآدم سميث

وفي إشارة إلى الأب الروحي للفكر الاقتصادي (آدم سميث) لاحظ الوزير القصيبي بأنه لا يمكن إطلاق العنان للأيدي الخفية لكي تعمل دونما تدخل من الدولة. المعروف أن سميث (صاحب الكتاب المشهور ثروات الأمم) قد أكد دور المنافسة في تحقيق نتائج ايجابية في الاقتصادات المحلية، ورأى أن المنافسة تعمل كعمل اليد الخفية. وبحسب سميث فإن كل المطلوب من الحكومات هو التأكد من توفر المنافسة في السوق وما عليها في المحصلة سوى حصد الثمار لأن المنافسة ستعمل عملها بطرق أو أيدي خفية. إلا أن الوزير أكد ضرورة تواجد الحكومة (أو البيروقراطية) الرسمية لضمان حقوق الآخرين ولا يمكن ترك الأمور كلها بأيدي مؤسسات القطاع الخاص.

ختاماً، كعادته استهل ضيف البلاد حديثه بإطلاق مجموعة من الطرائف إذ تساءل ابتداء عن سبب اختياره هو ليكون أول المتحدثين. فلاحظ بأن الوزير المستضيف ربما كان أولى ليبدأ الحديث لأنه يحب المواجهات (ويبدو بأن القصيبي كان يشير إلى المواجهات التي خاضها ويخوضها العلوي مع بعض الأطراف بخصوص قضايا توظيف المواطنين أو إعادة المفصولين إلى أعمالهم).

المؤكد بأن التاريخ سوف لن يرحم مسئولي وزارات العمل في دول مجلس التعاون في حال فشلهم في القضاء على أزمة البطالة في صفوف الشباب على رغم وجود إمكانات ضخمة توفر الوظائف لمختلف سكان الأرض. لا شك في أنه لأمر معيب أن يكون في دول المجلس مواطن يرغب في العمل لكنه عاطل

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1473 - الأحد 17 سبتمبر 2006م الموافق 23 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً