كما كان متوقعاً، حصد «التيار الليبرالي» من عضوات اللجنة التنسيقية للاتحاد النسائي على غالبية الأصوات في اجتماع المؤتمر التأسيسي للاتحاد والذي استضافته جمعية المهندسين أمس بحضور نسائي لافت.
وكما كان متوقعاً أيضاً، حصدت رئيسة اللجنة التحضيرية للاتحاد مريم الرويعي على أعلى الأصوات التي بلغت نحو 80 صوتاً، تلتها الناطق الإعلامي للجنة فاطمة ربيعة بـ 73 صوتاً، وعضو الجمعية النسائية الدولية فاطمة الكوهجي بـ 70 صوتاً.
كان لقاء المؤتمر التأسيسي، على رغم طوله النسبي - إذ استمر منذ التاسعة والنصف صباحاً حتى قرابة الثانية والنصف ظهراً - خفيف الوقع على غالبية الحضور، إذ توج صراعاً مريراً للاتحاد النسائي. وكانت النهاية مرضية للجميع، فالفائزات في الانتخابات حملن طويلاً راية الصراع من أجل إشهار الاتحاد، وقدن تحركاته ولم يصبهن اليأس أو التراخي بعد كل العوائق التي وضعت في طريق إشهاره على مدى خمس سنوات باسم القانون.
106 عضوات من مختلف الجمعيات النسائية حضرن المؤتمر التأسيسي، كل عشر عضوات منهن تمثلن جمعية نسائية بعينها، ليدلين بأصواتهن لست عشرة مترشحة لمجلس الإدارة، تنافسن جميعا على تسعة مقاعد.
كانت الأنظار كلها تتجه للمؤتمر التأسيسي، وتنتظر اختيار عضوات مجلس الاتحاد الإداري، وستنتظر أيضاً اختيار الرئيسة، وتوزيع مناصب مجلس الإدارة على العضوات الفائزات. ويتوقع أن تشغل الرويعي أيضاً منصب رئاسته، رغم خوضها حربا أخرى على جبهة خارجية في الوقت الحالي بترشحها للانتخابات النيابية المقبلة، والتي يتوقع أن تكون فيها المعركة حامية الوطيس.
وربما تجدر الإشادة بالجهات التي حضرت المؤتمر التأسيسي، وأصرت على تسجيل دعمها له، وعلى رأسها المجلس الأعلى للمرأة، والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وجمعية البحرين لحقوق الإنسان التي راقبت انتخابات المجلس، والأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، علاوة على محامي الاتحاد الذي رافق صراع الاتحاد القانوني للإشهار في جميع مراحله.
تحقق الحلم إذاً بعد طول انتظار، وتم إشهار الاتحاد واختيار مجلس إدارته، لكن الصراع الذي ينتظر الاتحاد لا يزال طويلاً، كان صراعاً للإشهار، وأصبح صراعاً لنيل المكتسبات النسائية التي يتوقع أن يرفع الاتحاد رايتها. مطالبات وقضايا مهمة وخطيرة موضوعة على الأجندة النسائية منذ سنوات تنتظر التفعيل والتحرك، ودعاوى كثيرة ومتكررة لتأسيس كيان نسائي «أهلي» يوازي وجود كيان رسمي ليمثل المرأة ويبحث في قضاياها. وجمعيات نسائية كثيرة جداً تعمل منفردة كل في واديها دون سياسة واضحة أو استراتيجية جماعية، تنتظر جميعها من الاتحاد أن يقودها، ويخطط استراتيجية مشتركة لها.
تحديات كبرى تنتظر الاتحاد النسائي، قد تتفوق على التحديات التي اضطر أن يخوضها لإشهاره. وربما كان الصراع الطويل من أجل الإشهار، تمريناً حقيقياً لرموز الاتحاد للصمود في المطالبة بالحقوق النسائية، التي غالباً ما يأتي تنفيذها متأخراً، لكنها تأتي في النهاية
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1472 - السبت 16 سبتمبر 2006م الموافق 22 شعبان 1427هـ