قبل عام تقريباً كتبت في هذه الزاوية عن سبب إلغاء اسم مدرسة الإمام الصادق، بعد أن ألغيت المدرسة التي تحمل هذا الاسم والتي تقع على شارع البديع بين قريتي جدحفص والديه، ولم تكلف وزارة التربية والتعليم نفسها حتى الرد من خلال طرح المبررات والأسباب التي جعلتها تستغني عن هذا الاسم بالذات، ولست بحاجة إلى توضيح من هو الإمام الصادق، وما يمثل لشريحة كبيرة من المواطنين حتى لا أتهم بالطائفية وهي تهمة يسوقها الطائفيون للتستر على جرائمهم الطائفية، التي لا تريد خيراً للوطن.
الملفت في الموضوع أن الوزارة استحدثت أسماء جديدة لمدارس بنيت بعد إلغاء مدرسة الإمام الصادق، منها مدرسة «النزهة»! و«التعاون» و«المعرفة» و«بيت الحكمة»، ومن يدري فربما «البطيخ» و«الجح» وحتى «الباجة» تصبح أسماء لمدارس جديدة، إلا اسم الإمام الصادق!
يفترض أن وزارة التربية والتعليم هي الجهة الأولى، المعنية بتربية الأجيال تربية بعيدة عن النَفَس الطائفي، من خلال التقريب بين المذاهب، وخلق كل ما من شأنه تذويب الفئوية، إلا أن الواضح - مع بالغ الأسف - أن في الوزارة من يسهم في تأصيل هذه النزعة، ربما لأنه مبتلىً بمرض الفرقة والشتات والتمزق، ومثل هؤلاء المرضى يتعيّن على وزير التربية الذي أُدْرِكُ تفهّمه أن يجعلهم في دائرة المساءلة والتحقيق، فالوطن كله هم أولئك الذين تتسلّمهم الوزارة منذ نعومة أظفارهم حتى سن الشباب، فإن فسدوا فسد الوطن
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1472 - السبت 16 سبتمبر 2006م الموافق 22 شعبان 1427هـ