العدد 1472 - السبت 16 سبتمبر 2006م الموافق 22 شعبان 1427هـ

نَفَسٌ فاشي قادم من الفاتيكان

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

جاءت التصريحات التي أطلقها حديثاً بابا الفاتيكان المسيئة إلى الإسلام لتعبّر عن تعدٍّ صارخ على ثقافة المنطقة العربية المستمدة في غالبها من الدين الإسلامي.

إن إطلاق تصريحات غير دقيقة في مثل هذا الوقت يأتي في إطار الحملات المنظمة ضد العرب والمسلمين التي زادت حدتها في الآونة الأخيرة.

فكلام البابا الجديد لا يعبّر عن أي تسامح ديني بين أديان العالم المختلفة أو احترام الأعراق بشتى أنواعها وما يعتقدون به سواء كان معتقداً دينياً أم أيديولوجياً، وهو ما كانت حاضرة الفاتيكان تنادي به في مراحل وأعوام سابقة، على رغم الترسبات التاريخية التي أثرت على المسيحيين الكاثوليك والمسلمين في قرون ماضية.

فالفاتيكان كانت تسعى على الدوام إلى نشر مبادئ التسامح من خلال إرساء السلام بين شعوب الأرض شرقاً وغرباً.

وما يحدث اليوم ما هو إلا حملة مغرضة تريد أن تنال من الإسلام ومن شخص الرسول الكريم (ص) سيد المرسلين، ففي البداية كانت الرسوم الكارتونية والآن التطاول على الدين الإسلامي ووصفه بالإرهاب.

في الوقت الذي يعتبر فيه الإسلام أكبر دين يكن الاحترام للأديان الأخرى، وهو الذي عرف عبر تاريخه الطويل بانفتاحه مع أهل الكتاب والديانات الأخرى، إذ عاش الجميع قروناً في تعددية وروح تسامح، والأمثلة كثيرة نستمدها من تاريخنا العربي القديم كبلاد الشام والأندلس وغيرهما.

كثيرون منا كانوا يعتقدون أنه مع تولي البابا الجديد مهماته بعد سلفه السابق سيكرس جهده في تعزيز المزيد من معاني التسامح لا الاستعداء وتحقير معتقدات وثقافات المجتمعات الأخرى، كونها مسألة تعتمد على احترام مبدأ الحريات لا إبداء نظرة عنصرية، يقف الجميع في غنى عنها وخصوصاً أن متطلبات الوضع العالمي لا تحتمل طرح مشكلات إضافية إلى المشكلات التي تخلقها وخلقتها إدارة اليمين المحافظ في البيت الأبيض.

حتى الآن لا نصدق أن شخصاً بمثل مكانة هذا البابا الألماني يطلق تصريحات بنظرة لا تعبّر سوى عن روح مازالت تمقتها أوروبا وعانت منها أيام ألمانيا النازية، هذا البلد الذي مازال يدفع حتى اليوم طيش نزعاته ونعراته الفاشية والعنصرية

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1472 - السبت 16 سبتمبر 2006م الموافق 22 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً