العدد 1471 - الجمعة 15 سبتمبر 2006م الموافق 21 شعبان 1427هـ

هللوا يا فقارة... بيل غيتس وصل

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

هللوا يا فقارة البحرين، وارقصوا يا مساكين البلد، تبرعات رمضان وصلت إلى 16 مليوناً... سمعتوا، ستة عشر مليون دينار بحريني بالتمام والكمال، وستوزع عليكم كلها ولآخر فلس فيها وذلك حسبما هو منشور في إحدى الصحف اليومية البحرينية والصادرة في صباح الأمس... المنشور بالأمس يقول إن عدد المتبرعين (بس) 16 من أفراد ومؤسسات، وقيمة التبرعات التي قدموها بالضبط (إكزاكتلي) هي 15 مليوناً و800 ألف دينار بحريني بالتمام والكمال ونوط ينطح نوط...

المشكلة في الموضوع هي أن الخبر (السعيد) نزل يوم الجمعة... يعني يوم إجازة... وآنه صاحي من النوم على راحتي، وماسك الجريدة وآتثاوب وآتمغط، وتوني في الصفحة الثالثة إللي في أعلاها الخبر بالخط العريض المستعرض يقول: 16 متبرعاً يقدمون أكثر من 15 مليوناً إلى محتاجي رمضان...

بسم الله الرحمن الرحيم، ورجعت برأسي للوراء وغمضت عيوني وآنه آفرك فيهه، ورجعت آبققهه على كبرهه وآتمحلق في صفحة الجريدة مرة ثانية وآنه فاتح حلجي وآصرخ بمثل صوت سعد الفرج في مسرحية (على هامان يا فرعون) الدياية كبر الناقة... 16 مليون من 16 نفر بس حق رمضان، الله أكبر، آنه في حلم وإلا في علم، وإلا (بل غيتس) وصل إلى البحرين؟

إذا كانت الأرقام التي قرأتها بالأمس صحيحة (وإن شاء الله تكون صحيحة) فإن عدد 25000 عائلة بحرينية من الفقراء (المعدومين) سيتسلمون المبلغ الضخم، وبواقع 632 ديناراً لكل عائلة، وإذا كان متوسط أفراد العائلة الواحدة خمسة أفراد فإن كل فرد سيكون حاصلاً على أكثر من 126 ديناراً بحرينياً مساعدةً لشهر رمضان المبارك... والله عز... يعني أكثر بآلاف المرات من مدخول أسهم السيف (المسكوت عليها والمشفوطة)... والتبرع فقط من 16 بين شخص وشخصة ومؤسسة، وإذا كان فيه 16 شخص مثلهم في الكرم يتبرعون للقرقاعون و16 شخص يشبهونهم في الطباع لعيد رمضان المبارك والسعيد، يصبح عندنا الكل مباركاً وسعيداً ويصوم ويفطر على خير...

مؤسسة تجارية تتبرع بخمسة ملايين دينار وأناس هم فقط أفراد من المجتمع البحريني يتبرع الواحد منهم بثلاثة ملايين وأقل واحد مئة ألف، يعني أن البحرين بخير وفيها الكثير من الخير (والنيطان البرتقاليين والخضر والزرق والحمر أخيراً طلعوا) وهؤلاء هم فقط غيض من فيض... عيل هالفقراء إللي نشوفهم بلا أكل ولا سكن ولا عمل، والمساكين إللي لابسين الثياب الرثة ويقومون بجميع الأعمال الشاقة مقابل أقل القليل من المال إللي لا يغني من فقر ولايشبع من جوع، هؤلاء كيف صاروا ومن وين جاءوا؟ وهل هم صادقون أم كيف يعني وإلا يعني لما قرب رمضان طلع المستخبي؟...

جمعية الهلال الأحمر البحرينية جزاهم الله كل خير على الأعمال الخيرية الكثيرة التي يقومون بها خدمة للمجتمع البحريني... والله يعطيهم الصحة والعافية على تمكنهم من جمع هذا المبلغ الكبير لمساعدة الأسر البحرينية الفقيرة ومشاركتها الأفراح بقدوم شهر رمضان المبارك والباقي الآن أن يتم إقناع باقي (هوامير الأموال) من مؤسسات وشركات وأفراد لمد يدهم والتبرع بمثل هذه المبالغ التي تفتح النفس وتجبر العين على التمحلق فيها وتجعل الفقير المسكين يتلخبط في عدها وحسابها لكثرة الأصفار التي على يمينها... وأنا أتمنى من المسئولين في الجمعية سرعة توزيعها على المحتاجين...

وأخيراً نتقدم بالشكر الجزيل (من صميم القلب) إلى جميع الأفراد والمؤسسات الذين ذكرت أسماؤهم بالأمس والله يجازيهم كل الخير على ما مدته يدهم لمساعدة الأسر المحتاجة في هذا الوقت العصيب الذي أنزل جميع المصروفات الأسرية في وقت واحد... افتتاح المدارس ومصروفاتها الضرورية الضخمة، وشهر رمضان ومتطلباته واحتياجاته، والعيد وضرورة شراء الملابس الجديدة للعائلة والأطفال... كلها مصاريف اجتمعت في وقت واحد لهذا العام، والأسر المسكينة لا حول لها ولا قوة، وهذا الخبر السعيد سيفرح الغالبية العظمى منهم ويجعلهم يرفعون يدهم إلى السماء ويطلبون بالخير في الدنيا والجنة في الآخرة لجميع من كانوا سبباً في إسعادهم بهذا الخبر الذي يفرح القلوب ويسعدها، ويفتح الحلوج على وسعها... يعني يخلي الواحد يتشقق..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1471 - الجمعة 15 سبتمبر 2006م الموافق 21 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً