نحن دعاة الوحدة الخليجية، ودعاة الوحدة العربية والإسلامية، ولكن على أسس علمية لا تخلف من ورائها مشكلات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية على قطر أو آخر.
قبل أن تشرع الحكومة في عمليات التجنيس التي تجرى حالياً في البحرين، هل سألت الحكومة نفسها عن أثر «التجنيس» على موقف دول الخليجي العربي تجاه المواطنة الخليجية أو الجنسية الخليجية الموحدة؟ إذ من المستحيل أن توافق دول الخليج العربي على المواطنة الخليجية أو الجنسية الخليجية الموحدة في ظل عمليات التجنيس التي تجرى في البحرين لكل من «هب ودب»!
وكمثال على ما سبق، هل تقبل دولة الكويت، وهي التي لديها مشكلة البدون المعقدة وهي دولة قوية اقتصادياً، ودولة رفاهية، بمساواة مواطنيها بمن يحملون الجنسية البحرينية؟ خصوصاً بعد تجنيس هذا الكم الهائل من البشر! إذاً، قرار تجنيس «الكم الهائل من البشر» هو قرار خاطئ وله أضرار مستقبلية على وضع المواطن البحريني أباً عن جد، أو من نال الجنسية البحرينية وفقاً للشروط القانونية وأمضى زهاء 15 (إذا كان عربياً) أو 25 سنة (إذا كان أجنبياً) في البحرين، أو قدم «خدمات جليلة» حقيقية ومتوافقة لغة واصطلاحاً مع معنى «الخدمات الجليلة».
إذاً، القيمة السياسية للجنسية البحرينية في خطر كبير جراء عمليات التجنيس. وهذا الخطر ذو انعكاسات وأبعاد على الأوضاع الاقتصادية للفرد البحريني، إذ سيبقى الفرد ناقصاً عن أقرانه الخليجيين، في حين قد يكون مؤهلاً لتسلم مواقع قيادية في السياسة والاقتصاد والوجاهة الاجتماعية، إلا أن المواطن البحريني سيبقى موضع شك وارتياب بالنسبة إلى الخليجيين الذين سيتساءلون عن «أصله وفصله»، إذ الدولة في البحرين تمنح الجنسية لمن «هب ودب» مقارنة بشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي.
دول الخليج العربي من الكويت إلى السعودية إلى الإمارات إلى قطر إلى عُمان. بل حتى «اليمن» التي نتمنى انضمامها اليوم قبل غد، لن تقوم بتجنيس أفواج مجلوبة من الخارج بمثل طريقة البحرين، ومعايير الجنسية لديها صارمة، وسلطة المنح متحفظة جداً جداً في موضوع الجنسية. في حين انها، أي غالبية الدول الخليجية، قوية اقتصادياً وبإمكانها استيعاب العدد الكبير من الإخوة العرب والآسيويين وغيرهم، إلا أنها متحفظة لكي تحقق الرفاهية لشعوبها أولاً.
في مثل هذا الوضع فإن القيمة السياسية للجنسية البحرينية في مهب الريح إن لم تتدارك الدولة خطأها وتعدل عن سياسة التجنيس، وليس كما يقول وزير الداخلية إن التجنيس سيستمر في الحاضر والمستقبل! فأي مستقبل ينتظر البحرين؟
«عطني إذنك»...
جهود الوجيه «يوسف بن حسن العربي» لها دلالة على عمق الانتماء لهذا الرجل إلى هذه البقعة التي نشأ وترعرع فيها... ودلالة على خوفه وخوفنا كبحرينيين على السلم الاجتماعي والأهلي العام، فتحية من الأعماق لهذا الرجل الطيب وليوفقك الله لكل خير. هكذا هم البحرينيون لا يتنابذون ولا يقوضون السلم الأهلي، بل هم متكاتفون متعاونون في الحفاظ عليه، وعلى ما بينهم من الود الاجتماعي والتعايش السلمي.
المتصيدون في الماء العكر، بلا شك عُكِّرَت أمزجتهم وخاب فألهم، وهم اليوم يسألون الناس فضح المرجفين في المدينة؟ وهل المرجفان إلا أنتما! تضحكون على من؟ وكما يقول المثل المصري: «يقتل القتيل ويمشي في جنازته»
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1471 - الجمعة 15 سبتمبر 2006م الموافق 21 شعبان 1427هـ