العدد 1471 - الجمعة 15 سبتمبر 2006م الموافق 21 شعبان 1427هـ

الشعر الشعبي القروي

الشعر الشعبي القروي هو أحد ركائز الشعر الشعبي في البحرين والذي تلاشى ظهوره على الساحة لأسباب سنأتي على ذكرها في سياق الموضوع، كان ولايزال الشعر القروي محتفظاً باصالته من حيث اللهجة والانتماء واستعمال المصطلحات القروية الاصيلة، وارتبط الشعر الشعبي القروي بالبيئة العراقية - من جانب بعض المصطلحات - التي أثرت في من هاجر إلى العراق سابقاً سواء للدراسة أو الزيارة التي كانت تستغرق سابقا اكثر من شهر بالنسبة إلى كثير من العوائل القروية، وهذا التأثير انصب في جانب الموشح والزهيريات، بينما الموال كان من اللغات المشتركة في البيئتين البحرينية والعراقية مع اختلاف بسيط في لهجة الالقاء فقط.

تعتبر غالبية من اهتم بالشعر القروي (القح) من الأميين ذوي الموهبة والقريحة وكانوا يحفظون اشعارهم عن ظهر قلب وقليل منهم من دون له شعره عن طريق الكتاب، ولا تخلوا قرية من القرى من شاعر أو شاعرين على أقل تقدير ومن الاسماء الرنانة في هذا المجال المرحوم ملا عطية الجمري - رحمه الله - الذي اهتم بالجانب الديني والرثاء الحسيني كما استطاع ان يدوّن بعض الحوادث التي مرت بها البحرين من خلال شعره وخصوصاً حادث (الطبعة) في ديوانه (تنفيه الخاطر) كما تناول هذه الحادثة أيضاً (الملا سلمان) شافاه الله وهو احد اعمدة الشعر الحسيني في قرية السنابس في قصيدة ابداعية قل نظيرها تصور المشهد الفظيع لحالة ركاب السفن اثناء حدوث الطبعة على رغم انه مكفوف البصر واستطاع حبك الصورة مما سمع من بعض الركاب الناجين من تلك الحادثة. كما لا انسى الشاعر الحاج سلمان بن محمد من قرية جد الحاج والذي سمعته شخصياً في بعض قصائده الشعبية الرائعة وكان أمياً. وهناك الكثير من الشعراء الذين لا تحضرني اسماؤهم ممن ابدعوا في صوغ القصيدة الشعبية القروية.

وبالرجوع إلى الحاضر نجد أن هناك كثيراً من الشعراء الشعبيين القرويين الذين اهتموا بشعر المناسبة والفكاهة، وكذلك الشعر الحسيني ولم تظهرهم الساحة الشعبية ولم تحاول حتى ملامسة جانب بسيط من الابداع القروي سواء الصفحات الشعبية أو الجمعيات المهتمة بالشعر، وما ساعد على ذلك انطواء بعض هؤلاء الشعراء على أنفسهم والظهور في المحافل الدينية فقط.

ولا نخفي تأثر من برز من شعراء القرية الحديثين على الساحة المحلية ببيئة الشعر النبطي والشعر الشعبي الحديث إن جازت التسمية ومنهم كاتب السطور.

نحن اليوم امام تراث كبير يحتاج إلى اهتمام من قبل المعنيين وهذا التراث يضيف الكثير إلى خزينة الموروث الشعبي البحريني وخصوصاً اذا علمنا ان تنوع اللهجات في البحرين وخصوصاً في القرى يضفي دائماً نوعاً من التغيير في انشاء القصيدة وهو ما يؤدي إلى تعدد الأسلوب والمشارب.

أنا على يقين ان الموضوع يحتاج إلى الكثير من البحث والمتابعة ولكني أحببت ان اطرق احد الابواب المنسية، لكي نعيد إلى هذا الشعر بريقه في الساحة العامة للشعر الشعبي واظهار الاسماء الرنانة التي زخرت بها هذه البلاد. وسنأتي مستقبلاً بملفات سنعمل على اظهارها إلى العيان لإبراز فئة منسية من الشعراء القرويين.

إبراهيم المقابي

العدد 1471 - الجمعة 15 سبتمبر 2006م الموافق 21 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً