يشير مؤشر الصفحة الأخيرة والخاص بعدد الأيام التي تلت انتهاء أعمال الفصل التشريعي الأول إلى انقضاء 52 يوماً على البحرينيين من دون أن يتم تحديد موعد الانتخابات المقبلة.
ويشير المرسوم الملكي رقم (78) لسنة 2006، والخاص بإضافة مجمعات سكنية جديدة إلى الجداول الخاصة بالدوائر الانتخابية، وتحديد عدد اللجان الفرعية للاقتراع والفرز بشأن انتخاب أعضاء مجلس النواب إلى أن الاستعدادت الحكومية للانتخابات النيابية والبلدية وصلت لمرحلة متقدمة.
نستنتج بين المؤشرين أن موعد الانتخابات المقبلة سيكون خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل على أبعد تقدير. يبدأ بعدها سباق سرعة لا رحمة فيه بين جميع المترشحين المنظمين للجمعيات السياسية أو المستقلين منهم نحو الوصول لردهات المجلس النيابي، ومن تلك الكراسي يُصاغ مستقبل البحرين وقوانينها وتوزع موازنتها العامة، وهناك أيضاً تنتشر كاميرات الإعلام والشهرة من جانب، والمخصصات المالية «المرتفعة» من جانب آخر. وكل إناء بما فيه ينضح.
سباق سرعة آخر سيجري بين الصحف البحرينية، إذ لابد ألا نتفاءل كثيرا بالأجهزة الإعلامية الحكومية، والتي لا يتحمل سقفها برامج مزايدات المترشحين، وعليه سيكون للصحافة البحرينية أن تقوم بالمهمة كاملة.
من جهة أخرى، سيكون لموعد الانتخابات الذي قاب قوسين أو أدنى من الظهور للعيان أن يكون حافزاً لجمعيات المعارضة أن تحسم جدالها الداخلي، فشقيقات الوفاق في تحالف جمعيات المعارضة تبدو في موقف محرج. عين على موعد الانتخابات، وعين أخرى على تنازلات محتملة من «الوفاق»، وتأتي تصريحات الشيخ المحفوظ لـ «الوسط» يوم الخميس الماضي لتدل على أن حلفاء الوفاق مازالت لديهم آمال في أن تتنازل الوفاق عن مقعد أو مقعدين، وبكرامة لا يخالطها ذل.
الوفاق نفسها، يدور في داخلها صراع آخر على الترشح لما يحسم بعد. بعض التسريبات التي تصلنا في الصحافة تشير إلى أن صراعاً ما سيكون على الطريق بشأن الترشح للانتخابات، هذا الصراع ستتضح معالمه خلال الأيام القليلة المقبلة.
سرعة أخرى تبدو ضعيفة بين السرعتين «السياسية» و«الصحافية» في الانتخابات، وهي سرعة المؤسسات الحقوقية لتفعيل السلطة «الرقابية» على الانتخابات القادمة. المؤسسات الحقوقية لابد وأن تبدأ منذ الآن نشاطاتها وضغوطها وصولاً لإقرار أحقية المؤسسات الحقوقية الأهلية في مراقبة أهم الاستحقاقات الديمقراطية في البلاد من دون قيد أو شرط.
نتطلع في «الوسط» سريعاً أن ننتهي من إضافة يوم آخر جديد على مؤشر الصفحة الأخيرة. لنستبدله بمؤشر آخر اكثر إيجابية وتفاؤل، يصل لساعة الصفر عند ثالث الأيام الديمقراطية الكبرى في تاريخ البحرين
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1471 - الجمعة 15 سبتمبر 2006م الموافق 21 شعبان 1427هـ