بعد الجولة الأخيرة من الحرب الإسرائيلية الأميركية الأوروبية على الفلسطينيين والتي استمرت سبعة أشهر (منذ تولي حركة حماس السلطة)، والتي كان من نتائجها قتل مئات الفلسطينيين وتجويعهم وتدمير الاقتصاد الفلسطيني عبر الحصار وحرمان السلطة من أموالها والمعونات الدولية - نجد أن هناك انفراجة محتملة بعد الاتفاق بين الفلسطينيين على تشكيل حكومة وحدة وطنية يتم السعي حثيثاً للوصول إليها على رغم وجود عوائق بسبب المطالبة بأن تحقق الحكومة التي سيتم الاتفاق عليها مطالب اللجنة الرباعية الدولية.
فهاهم الأوروبيون اتفقوا أمس على دعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بعد حصولهم على تطمينات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنها ستلبي الشروط. وقد اتخذ الأوروبيون هذه الخطوة على رغم التحذيرات الأميركية من رفع العقوبات عن الفلسطينيين والترحيب بالحكومة المزمع تشكيلها وإعلان التعامل معها بهذه السرعة.
هذه الخطوة من الأوروبيين تبعث على التساءل لأنها مخالفة للرغبات الأميركية، وللأسف فإن الأوروبيين ساروا في ظل الأميركيين في القضية الفلسطينية كما في كثير من القضايا الأخرى. ولا يعني الأميركيين ولا الأوروبيين وطبعاً الإسرائيليين ما يحدث للفلسطينيين أو غيرهم من العرب والمسلمين وخصوصاً عندما يكون الطرف المعادي لهم «إسرائيل» أو لا يكون لهذا الحلف «الشرير» مصلحة للتدخل إيجابياً في قضايانا. فما الذي تغير الآن وجعل الأوروبيين ابتداءً بالدوليتين الكبيرتين بريطانيا وفرنسا يتخذون هذا الموقف من حكومة الوحدة الفلسطينية حتى قبل أن تعلن ويعرفون نسبة مشاركة «حماس» فيها؟ هل العملية توزيع أدوار بين أوروبا وأميركا بحيث إذا شدت أميركا ترخي أوروبا؟ أم أن أوروبا قررت التحرر من السيطرة الأميركية في هذه المرحلة! لا شيء يبعث على الاطمئنان وبالتأكيد فإن جميع هؤلاء يفكرون في مصالحهم ألف مرة قبل أن يفكروا في مصالحنا مرة واحدة
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1471 - الجمعة 15 سبتمبر 2006م الموافق 21 شعبان 1427هـ