العدد 1471 - الجمعة 15 سبتمبر 2006م الموافق 21 شعبان 1427هـ

«حكاية بحرينية» عمل سينمائي يترجم هواجس الشارع البحريني من خلال حوادث عائلة

حكاية المخرج البحريني المبدع بسام الذوادي هي حكاية جديدة يسردها فيلمه الثالث الذي كتبه الكاتب الروائي والصحافي فريد رمضان بغية التحدث عن حوادث وقع بعض منها وأخرى من نسج خيال الكاتب غير انها ترجمت في عمل يريد فيه الذوادي ان ينقل رؤى وهواجس المجتمع البحريني ضمن حقبة تاريخية عايشها الجميع في فترة قبيل الاستقلال وفي مجتمع عرف بتعدد اعراقه واديانه ومذاهبه رغم صغر رقعته الجغرافية. فالذوادي في هذا الفيلم يبحث عن لغة سينمائية جديدة... لغة تدعو البحرينيين إلى مراجعة ذواتهم لكي يستكشفوا ماضيهم الذي أعطاهم القوة بحيث كانت البحرين مثالاً يحتذى به في التعايش السلمي، لكنهم في الوقت ذاته يعيشون تحت ضغوط اضطرت امرأة إلى ان تحرق نفسها، وهي قصة واقعية مؤثرة ينقلها الفيلم لأن الزواج تم منعه لأسباب طائفية. انه مشهد واحد، وآخر يتحدث عن الاديان الاخرى في البحرين لينقل واقعاً آخر نحتاج إلى أن نعاود التفكير فيه لكي نرى ان الدين لا يفرق، وانما يجمع بين أهل البلد الواحد.

هذا العمل الذي تكلل بروح مؤلفه رمضان لم يأت من فراغ بل مقتبسا من لحظات عايشها كاتب النص لتجسد فيما بعد في فنتازيا سينمائية رائعة معلنة بذلك بداية حقيقة لصناعة افلام محلية تنطق بصوت بحريني قادم من الخليج هذه المنطقة التي مازال المشاهد العربي يجهلها ويجهل تشكيلتها الثقافية رغم انها جزء لا يتجزأ من العالم العربي. الذوادي نجح في نقل هواجس الشارع البحريني في فيلمه الجديد الذي سيطل قريبا على شاشات السينما في كل من البحرين وقطر في اول ايام عيد الفطر الذي نامل ان يحظى توزيعه بقدر كبير من الدعاية والتسويق لينقل بذلك ما قد يستطيع تقديمه مبدع البحرين من اعمال تحتاج الى الترويج الكافي من اجل الاستمرار والارتقاء بصناعة السينما العربية بما فيها الخليجية التي بلاشك ستكون محط اهتمام الانظار والنقاد.

العنصر النسائي في هذا الفيلم كان حاضرا بقوة فقد تميز بصدق اداء الممثلات الى المكياج الطبيعي الذي انعكس على وجوههن مثل الفنانة القديرة مريم زيمان والفنانة المتألقة فاطمة عبدالرحيم التي في كل مرة تفاجئ الجمهور بقدرات تمثيلية مميزة وحضور سينمائي مختلف عن اعمالها السابقة سواء السينمائية او التلفزيونية اضافة الى الوجه الجديد شيماء جناحي التي كشف عن بداية موهبة في الطريق والطفل نديم زيمان فهو الاخر يشد الانتباه لادائه الذي عبر عن تلقائية في التمثيل مازالت تفتقر اليها الساحة الفنية في الخليج وهو ما يعد احد اكتشافات الذوادي التي تضاف الى رصيد تشجيعه للوجوه الشابة في مجال التمثيل. مهما قلنا و مهما كتبنا عن «حكاية الذوادي ورمضان» من كلام نسطره في سطور فلن نفي الفيلم حقه من التعبير... ولنترك الحكم في النهاية للجمهور

العدد 1471 - الجمعة 15 سبتمبر 2006م الموافق 21 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً