عمت الفوضى قاعة المحكمة الكبرى الجنائية يوم أمس (الخميس) بعد أن أغمي على اثنين من المتهمين في حوادث مجمع الدانة بالإضافة إلى إغماء والدة أحد المتهمين عند خروجها من قاعة المحكمة، وخصوصاً بعد أن اشتكى اثنان من المتهمين من اعتداء قوات الأمن عليهم ومعاملتهم بقساوة وإبقائهم تحت الشمس لمدة ساعتين، بالإضافة إلى محاولة الاعتداء الجنسي على أحد المتهمين. وأرجأت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى برئاسة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة وعضوية كل من المستشارين القاضيين أحمد يحيى وأحمد عبد الخالق وحضور رئيس النيابة نواف حمزة قضية 19 متهماً في حوادث مجمع الدانة التجاري حتى 26 من الشهر الجاري لتقديم محامي المتهمين مرافعاتهم، وذلك مع استمرار حبس المتهمين جميعاً.
واستمعت هيئة المحكمة يوم أمس (الخميس) إلى أقوال ثلاثة من شهود الإثبات وهم ضباط في وزارة الداخلية بالإضافة إلى شاهدة نفي واحدة هي زوجة أحد المتهمين قدمتها المحامية فاطمة الحواج إلى المحكمة.
وبسؤال الشاهد الأول أوضح أنه انتقل إلى موقع الحادث عند وقوع أعمال الشغب، ولم يسمع بنداء موجه للمتجمهرين بالتفرق إلا أنه سمع من بعض زملائه أن قوات الأمن وجهت ذلك النداء غير أن المتجمهرين لم ينصاعوا إليه. وأضاف الشاهد أنه وبمجرد وصوله الموقع توجه إلى المتظاهرين لإبلاغهم بالتفرق فواجهوه برشقهم له بالحجارة.
أما الشاهد الثاني، فقال: انتقلت لموقع الحادث بعد دخول المتظاهرين مجمع الدانة التجاري، وقمت بالقبض على بعض المتهمين الذين لا أعرف أسماءهم ولكن أتذكر أشكالهم، مشيراً إلى أنه وقت وصوله إلى الموقع لم يسمع بنداء يطلب من المتجمهرين التفرق، لافتاً الى أنه أصيب في عنقه بحجر أحد المتظاهرين الذي رماه به داخل المجمع التجاري.
الشاهد الثالث أقر أنه كان حاضراَ منذ بدء الاعتصام، وأنه حاول إخبار المتجمهرين بالتفرق لكنه لم يتسن له ذلك، إذ هاجمه المتجمهرون بمجرد وصوله. وأردف أنه وعندما كان في المجمع التجاري رماه أحد المتظاهرين باسطوانة إطفاء الحريق التي نجا منها وأصابت الباب الزجاجي لتكسره، مضيفاً أن المتجمهرين رموه بالحجارة والقطع الخشبية.
أما شاهدة النفي وهي زوجة أحد المتهمين فأوضحت أنها كانت تتسوق مع زوجها في المجمع التجاري، وأثناء حدوث المواجهات بين المتظاهرين ورجال قوات مكافحة الشغب داخل المجمع توجهت إلى دورة المياه، وبعد خروجها منها تفاجأت باختفاء زوجها، مشيرة إلى أنها فقدت الاتصال به بعد محاولات عدة قامت بها، الأمر الذي جعلها تتوجه إلى مركز الشرطة لتفاجأ بخبر اعتقاله من ضمن المتجمهرين.
وقبيل انفضاض الجلسة طلب بعض المتهمين التحدث إلى قاضي المحكمة فسمح لهم بذلك، إذ اشتكى أحدهم من اعتداء قوات الأمن عليهم في السجون موضحاً أنهم أبلغوا النيابة العامة بذلك الأمر إلا أنها لم تحرك ساكناً، أما آخر فاشتكى للمحكمة من محاولة الاعتداء جنسياً على أحد المتهمين، ما أثار حفيظة الحاضرين في قاعة المحكمة، فطلب قاضي المحكمة الكبرى الجنائية الشيخ محمد بن علي آل خليفة تقديم شكوى مكتوبة إليه للنظر في الموضوع. وما أن انتهت جلسة محاكمة المتهمين الـ 19 حتى أغمي على أربعة متهمين، اثنان أفاقا بعد دقائق، فيما بقي اثنان مغماً عليهما نتيجة إضراب المتهمين عن الطعام لمدة أسبوعين حسبما أشيع، في حين تم استدعاء سيارة إسعاف خاصة بالداخلية لنقل المتهمين المغمى عليهما، وعند خروج أهالي وأمهات المتهمين من قاعة المحكمة أغمي على والدة أحد المتهمين المدعو «ع.ع» التي تم نقلها إلى مركز السلمانية الطبي عبر إسعاف تابع للمستشفى
العدد 1470 - الخميس 14 سبتمبر 2006م الموافق 20 شعبان 1427هـ