أكدت وكيلة وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة والشئون العامة كارين هيوز أنها أثناء تجوالها حول العالم «شاهدت نساء أصبحن بشكل متزايد محفزات للتغيير، ومحكّمات في مجال السلام والتوفيق، وداعيات من أجل التعليم والصحة».
وأشارت إلى أن «انتخاب جيل جديد من النساء إلى مناصب حكومية في جعبتهن خلفيات جيدة يجلبنها إلى الخدمة المدنية، ما يجيز لهن أن يحدثن أثرا أكبر في مجتمعاتهن وخارج المنزل».
واعتبرت كارين أنه حينما يتوفّر للنساء الوصول إلى التعليم والرساميل والرعاية الصحية فإنهن لا يعملن فقط على تحسين رفاهية أسرهن بالذات، بل يشعن الاستقرار في مجتمعاتهن أيضا.
وقالت كارين التي كانت تخاطب المشاركين في المؤتمر الدولي للقيادات النسائية بهونولولو، هاواي، في 8/29 «حينما نثقّف المرأة فانها تثقّف عائلتها، وحينما نمنحها قرضا صغيرا كي تستطيع إنشاء مؤسسة أعمال صغيرة في بيتها، فإنها ستشتري أحذية وحليبا وكتبا لأطفالها من الأرباح التي ستجنيها».
وعند حديثها عن النساء في الشرق الأوسط، إذ تشكّل النساء ثلثي الأميين الذين يقدر عددهم بسبعبن مليونا، تناولت كارين برامج تربوية خاصة بالنساء ترعاها الحكومة الأميركية في محو الأمية وتلقين مهارات عملية مثل أساليب تغذية أفضل للأطفال. واستطردت قائلة: «إنا لن أنسى أبدا اجتماعي بنساء منخرطات في برنامج لمحو الأمية بالمغرب، واللاتي أبلغنني باعتزازهن بقدرتهن على التوجّه إلى السوق او مكتب البريد، وبقدرتهن على القراءة بأنفسهن، ولأول مرة، بمساعدة أطفالهن بفروضهم المدرسية».
وشددت كارين على أن قانون الأحوال الشخصية الذي استحدث مؤخرا في المغرب يروّج للمساواة بين الرجال والنساء ويرفع السن القانونية لزواج الفتيات من 15 الى 18 عاما.
وجاء في كلمة هيوز في المؤتمر النسائي أن كل سنة دراسية إضافية تكملها المرأة تعمل على خفض معدل وفاة أطفالها بنسبة 8 في المئة وأن النساء المثقفات أكثر احتمالا أن يقين أنفسهن ضد مرض الإيدز وفيروس نقص المناعة المكتسبة بواقع 3 أضعاف.
وجاء في كلمة كارين أيضاً ان الأمهات والشقيقيات والبنات يعتبرن عنصرا حيويا للترويج للحرية والفرص والتعليم والرعاية الصحية وعزل متطرفين عنفيين وتقويض عقيدتهم من الحقد والرعب. ثم خلصت إلى القول: «لقد حققنا قدرا كبيرا من التقدم للاحتفال به في الوقت الذي تعمل النساء في العالم أجمع على الترويج للفرص لأنفسهن، ولاسرهن، ولمجتمعاتهن، ولبلدانهن».
مطالعة كاملة للخطاب (http://www.state.gov/r/us/71946.htm) الذي اقطعنا بعض فقرات منه، تكشف الدور الذي بوسع المرأة أن تمارسه متى ما رفعت عنها الحواجز، وأزيلت من أمامها حقول الألغام التي قد يقحمها المجتمع أو بعض قيمه المتهالكة فيها.
بوسع المرأة، وكما أشارت كارين في خطابها، أن تنقل المجتمع نقلة نوعية متى ما تضافرت قوى المجتمع من أجل برنامج عمل جدي تكون المرأة في موقع القلب منه.
اليوم، ونحن على أبواب انتخابات المجالس البلدية، والبرلمان، فمن الواجب علينا، بل من حق المرأة علينا أن نساهم جميعا في برامج تمكين المرأة من أجل وصولها إلى مقاعد تلك المؤسسات.
قد لا يوافينا الحظ، ولابد أن نتوقع الفشل في تحقيق ذلك، لكن إحتمالات الفشل لاينبغي أن تثنينا عن التفكير والعمل، فالمرأة، وكما ورد في حديث كارين هيوز، أو كما تمليه علينا قناعاتنا المطلقة، عنصر محفز ولولب أساسي لايمكن إهماله او القفز من فوقه في أي عملية تنمية جادة وقابلة للتطبيق
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1469 - الأربعاء 13 سبتمبر 2006م الموافق 19 شعبان 1427هـ