أحد الإخوة الذين أكن لهم الاحترام... هو عضو في مجلس النواب (المنتهية صلاحيته) ومعروف دائماً بإطلاق التصريحات النارية... وهو مترشح لعضوية المجلس النيابي القادم ومدعوم من قبل الأشخاص الذين يريدون فرض التصويت الإلكتروني (سيئ الصيت) علينا وبالقوة... هذا الأخ النائب كان قد أدلى بتصريح لإحدى الصحف البحرينية الصادرة في الأول من أمس يقول فيه إنه يبدي ثقته التامة بالجانب الحكومي المشرف على التصويت الإلكتروني وأن هذه الآلية جديدة ومفيدة جداً وعملية وستجعلنا في مصاف الدول المتقدمة... وهو يؤيد هذا النوع من التصويت بكل قوة ولديه الثقة التامة بالجانب الحكومي الذي سيكون مخلصاً ويجعل هذه الآلية نزيهة.

أما عن المشككين بتقنية التصويت الإلكتروني (وأنا أولهم وسأتضرر منه كثيراً) يقول هذا النائب السلفي (وهو أخ عزيز) إن المشككين سيبقون طوال حياتهم مشككين، ولن يثقوا حتى بأنفسهم فكيف بغيرهم... وأنا أقول له سامحك الله يا أخي... طبعاً أنا ومعي الغالبية العظمى من السكان البحرينيين نرفض تقنية التصويت الإلكتروني رفضاً قاطعاً، ولكني لا أحمل أية ضغينة ضد كل من يتم استغلاله للترويج لهذا الشيء الذي سيدمر الإرادة البحرينية الحرة لعموم الشعب البحريني، والمتمثلة في اختيار الأشخاص الذين يريدون أن يمثلوهم في المجالس النيابية والبلدية المقبلة.

الإنسان الذي يكره لا يعرف كيف يحب... وأنا إنسان أحب كل الناس ولا أعرف كيف أكره... لذلك ليس عندي أية ضغينة ضد أحد، وإذا جاء أي شخص (مغرر به) ويعرف بأن الطريقة الوحيدة لوصوله إلى كرسي مجلس النواب مرة ثانية هو فقط التصويت الإلكتروني الذي يجعل من يشرف عليه يدخل الأسماء التي يريدها لصالح المترشح الذي يريده من بيدهم القرار... إذا جاء هذا الشخص الذي تم تبليغه (من قبل المسائيل) بأنه فائز لا محالة في الانتخابات القادمة بقوة القانون، لكن فقط عليه أن يصدر التصريحات النارية (ذات اليمين وذات الشمال) ويقدم الاتهامات لنا (نحن المشككين) أننا لن نثق حتى بأنفسنا، فنحن نقول له وبكل أسف سامحك الله يا شيخنا العزيز.

هو يطبل للتصويت الإلكتروني ويقول إن هذا النوع من التصويت سيرفعنا لمصاف الدول المتقدمة... يعني الحين ما بقي شيء إلا التصويت الإلكتروني إلى راح يرفعنا فوق ويجعلنا في مصاف الدول النووية والذرية والتي وصلت إلى القمر والمريخ، احنه أصلاً مستوى الأمية عندنا يصل معدله إلى نصف عدد السكان... يعني 50 في المئة... ومستوى عدم معرفة استخدام الكمبيوتر يصل إلى 65 في المئة من عدد السكان... وعدد الذين لا يملكون أجهزه الكمبيوتر المنزلية يصل إلى 80 في المئة من عدد السكان... والأخ يقول إن التصويت الإلكتروني سينقل البحرين (بقدرة قادر) ويضعها في قاعدة (كيب كندي) وتكون جاهزة للانطلاق فوق... فوق إلى كوكب زحل والمشتري.

الشعب البحريني مازال في بداية خطواته البرلمانية ويحتاج إلى وقت ليس بالقصير حتى يبني الثقة بينه وبين المسئولين والذين بيدهم القرار، وإذا أضفنا لذلك المستوى المعيشي والاجتماعي والثقافي لغالبية العائلات البحرينية فسنجد بأن التصويت الإلكتروني ليس له مجال في وقتنا الحاضر، ومن المستحيل على شعب عانى الأمرين في سبيل الحصول على شبه متنفس أن يوافق بعد دورة انتخابية واحدة على تصويت يشوبه الكثير من الغموض وتلعب به الكثير من الأيادي الخفية المحركة للأصوات.

لذلك هي كلمة نقولها للمسئولين عن التصويت الإلكتروني ونطلب منهم سماعها الآن وقبل أن تقع الفاس في الراس... نحن نشكل الغالبية من الشعب البحريني ولا نريد التصويت الإلكتروني الذي ستشرفون عليه بنفسكم وتحركون فيه الأصوات التي لم تذهب للتصويت وتدخلونها للمترشح الذي تريدون فوزه، ولا نريد التصويت (الداخيلش بي داخيلش) والذي لا تشرف عليه وتراقبه الجمعيات والمنظمات المحايدة، ولا نريد الإيحاء للتابعين لكم بإطلاق التصريحات النارية في حقنا.

نحن شعب مسالم ونريد منكم تنفيذ ما وافق عليه جلالة الملك المعظم ووقع عليه، وهو موجود في دستور مملكة البحرين... يعني نرجوكم خلوا عنكم التلاعب بأعصابنا وفرض التصويت الإلكتروني... واللجنة التي تدور في هذه الأيام على التجمعات الشبابية لإقناعهم بالتصويت الإلكتروني هي أساساً مشكلة من صغار الموظفين ولا تهمنا