حلت الذكرى السنوية الخامسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول على إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش من دون أن توقف تصريحاته وخطاباته المتكررة وثرثرته المملة عجلة العمليات الإرهابية وسيل التهديدات التي تبثها القنوات الفضائية من خلال الأشرطة يطلق خلالها قادة تنظيم «القاعدة» القسم بالاستمرار على النهج نفسه الذي أقدمت فيه عناصره على تدمير برجي مركز التجارة العالمي.

حلت هذه الذكرى من دون أن تهدأ وتيرة التهديد بين الطرفين، أو تنعم بها شعوب العالم بالهدوء أو الاستقرار. وزعم بوش في خطابه التأبيني الذي ألقاه من مكتبه البيضاوي «إن بلاده ستواصل الحرب على الإرهاب حتى تحقيق الانتصار». بلاده التي بدأت الحرب بغزو أفغانستان وعرجت بعده بغزو العراق وحاولت في لبنان لكن لم تستطع حتى الآن وهاهي تعاود تحرشها بسورية وإيران، فما كانت تحل في بلد حتى تشعله دمار وتخلفه بالحروب الطويلة!.

وما كان تنظيم «القاعدة» يؤصل وجوده ويتمدد لولا الدعم الأميركي نفسه خلال الحرب على السوفيات سابقاً وضد الحكومة التي تلت ذلك، فهي زرعته ورعته حتى نما واستفحل فانقلب عليها، فكانت النتيجة أن الصراع الذي تخوضه إدارة بوش لم يستثن أحداً حتى أصبح التعميم سمته، فبوش يسميه بـ «صراع من أجل الحضارات وليس صراع حضارات». ولا يستحي أن يخترع مصطلحا جديدا يصف بـه من لا يوافقه الرأي من الحركات الإسلامية بـ «الإسلام الفاشي» كأنما هو واقف على باب الجنة يدخلها من يشاء ويرفض من يشاء، ولم يتوقف عند هذا التهور حتى أخذ يؤكد أن أمن بلاده يعتمد على تغيير المنطقة تغييرا أميركي المقاس بما يتلاءم مع مصالحها فيقول ضارباً في ذلك مثال إن «أمن أميركا يعتمد على نتيجة المعركة في شوارع بغداد». هو يحاول أن يخدع شعبه ويهول الأمور في أذهانهم، فلا يمكنهم أن يبحثوا عن الأسباب أو يستخلصوا العبر من مثل هذه الحوادث، مستغلا الذكرى للتغطية على جرائمه وجاعلا منها ساحة خطابة وثرثرة