العدد 1468 - الثلثاء 12 سبتمبر 2006م الموافق 18 شعبان 1427هـ

الكراسي التي تفضح...

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

للوفاقيين أن ينجحوا في احتواء ترشح المرشح البلدي «حسين سهوان» مستقلاً، ولهم أن يرتاحوا من صراع كتلة التكنوقراط حين ينسحب العضو أحمد التحو من السباق مبكراً، ولهم أن يزعموا أن لا خلاف أو اختلاف بين أمانتهم العامة ومجلسهم للشورى. إلا أن حب الكراسي مرضيٌ يفضح.

الوفاق التي قد تنجح - وهي لم تنجح من قبلُ أبداً - في الإبقاء على تماسكها الداخلي لفترة ما، طالما بقت الكاريزمات السياسية المرتكزة على الدين تأمر وتنهي، وهذا ما يتطلب من الأمين العام الشيخ علي سلمان أن يقوم بعملية «ترقيع» للقائمة، عبر أن يعلن ان قائمة المرشحين الوفاقيين للانتخابات النيابية تمت بتوافق «علمائي» ورعاية منه، وانها إرادة العلماء. ولمفردة «علمائي»، فعلتها التي تفعلها في شارع الوفاق، إلا أن القيادات الدينية للوفاق - ممثلة بالأب الروحي للجمعية الشيخ عيسى قاسم - لن ترضى بمثل هذا الخيار أبداً، ومهما مارس الوفاقيون الضغط عليها في هذا الاتجاه.

وعليه، يبقى على الشيخ علي سلمان بعد أن يعجز من «فقهنة» القائمة أن يضعها في سياقها الطبيعي، أي أن يجعلها سياسية حزبية داخلية. وعليه، فإن إرضاء شتى الأطراف في شارع الوفاق السياسي ضرورة لا يمكن أن تغفلها الأمانة العامة. ببساطة، لابد أن تتم تسوية اجتماعية بين الوفاق وشارعه.

البعض يتحدث عن نزاعات ستنفجر في أية لحظة، هناك مرشحون فُرضوا على القائمة الوفاقية على رغم تحفظ الأمين العام عليها، وآخرون تدخل كان لبعض العلماء يد في زجهم بالقائمة، وما بين هذه التنازعات هناك من يذهب إلى أن شورى الوفاق سيحدث في التصويت على القائمة أمرا ما، ويوم الأمس هدد آخرون بحل الشورى. إنها الكراسي التي تفضح.

ما سيتمخض عن المشهد السياسي خلال الأسبوعين القادمين لن ينهي المسألة، فثمة أوراق أخرى لا زالت مخبأة، وثمة حسابات لا بد أن يعاد الحديث فيها. يبدو الوفاقيون أمام مشروع انقسام سياسي حاد. لا يتعلق هذا الانقسام بطرفي «رجال الدين» و«التكنوقراط» فحسب، بل هو أكثر تعقيداً و حدة.

إذا كان خيار المقاطعة أفرز إنشقاقاً واحداً مثله تجمع «العدالة والتنمية»، فإن انشقاقات أكثر تنتظر الوفاق عقب المشاركة، كانت «حق» تمثل الأيديولوجي منها، وننتظر البقية لتعطينا مبرر مقولتنا الكبرى عن «الوفاق»، «إنهم قوم لا يعرفون ما يفعلون».

الكراسي النيابية تنتظر فرسانها، وليس المرور من الأمانة العامة أو شورى الوفاق كافياً، فالمستقلون من خارج الوفاق والخارجون الجدد عليها ستكون لهم حصة من الكراسي. وغدا لناظره قريب

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1468 - الثلثاء 12 سبتمبر 2006م الموافق 18 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً