العدد 1468 - الثلثاء 12 سبتمبر 2006م الموافق 18 شعبان 1427هـ

الأمم المتحدة تحتاج إلى دعم شعوب العالم

كلمة رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والستين

هيا بنت راشد آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

السيد الأمين العام سعادة المندوبين المحترمين حضرات السيدات والسادة... انه لشرف وسعادة لي ان اترأس الدورة الحادية والستين للجمعية العام للأمم المتحدة واود ان اغتنم هذه المناسبة لأشكركم جميعا على ما ابديتموه تجاهي من ثقة ودعم، اولا وقبل كل شيء ارحب بجمهورية الجبل الأسود عضوا جديدا بيننا في الأمم المتحدة. واني على يقين بأن هذا البلد سيساهم في تفعيل عمل المنظمة ومثلها السامية.

اصحاب السعادة، تواجه الأمم المتحدة اليوم تحديات على مختلف الاصعدة ولذا فهي تحتاج الى دعم شعوب العالم مثلما تحتاج شعوب العالم الى الأمم المتحدة. منظمة الأمم المتحدة مرادف للامل. والامل قاعدة للالتزام والتوافق والتعايش المشترك، الاجتماعات الكثيرة والمناقشات والندوات التي تستقطب جمعا من كل اقطار العالم تشكل اساسا لتبادل التجارب والتعلطعات. وهكذا يستطيع كل منا ان يهم الآخر بصورة افضل لنحقق توافقا شاملا وقويا على المستويات السياسية والامنية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية بحيث نتمكن فعلا من ترجمة الاقوال الى افعال حقيقية. عكست قمة العام 2005 صورة حقيقية لهذا التصور. وقدمت الجمعية العامة برنامجا واضحا ومتشعبا بشأن الاصلاح في مجالات التنمية والسلام والأمن العالميين وحقوق الإنسان والاصلاحات الادارية، ومثلت هذه القمة بذلك احدى دعائم الامل. واكدت مجددا الالتزام القوي لزعماء العالم بالنسبة الى قيم ومبادئ الأمم المتحدة وميثاقها كما أكدت الارادة الصلبة للزعماء لتنفيذ اهداف الالفية بخصوص التنمية.

ان رؤية زعماء العالم والتي تتمثل في رد جماعي قوي على الكثير من التحديات هذه الروؤية هي التي ينبغي ان توجه جهودنا المشتركة نحو بناء عالم امن حر ومزدهر لجميع البشر على السواء.

لقد تمكنت الجمعية العامة خلال دورتها الستين برئاسة الرئيس الياسون من انجاز الكثير من التوصيات التي تأتها القمة ومنها انشاء لجنة بناء السلام ومجلس حقوق الإنسان والصندوق المركزي للطوارئ كما تبنت قرارات حول التنمية والاصلاحات الادارية والاستراتيجية الدولة لمكافحة الارهاب. اسمحوا لي في هذا السياق ان اهنىء الرئيس الياسون لجهوده الحثيثة حيال دفع عملية الاصلاح في الأمم المتحدة. واود ان اشكر ايضا جميع الدول الاعضاء لتعاونهم الذي افضى الى توافق حول المسائل المطروحة للنقاش خلال الدورة السابقة. لقد عملتم في ظروف صعبة واني لعلى ثقة بأننا سنتابع معا مسيرتنا الى الامام، وأغتنم هذه المناسبة لاحيي أيضا الامين العام السيد كوفي انا الذى رهن نفسه للأمم المتحدة خلال فترة مهامه والتي ادى خلالها دورا متميزا وحيويا في تطوير اجهزة هذه المنظمة وتقويتها حتى تتمكن من التجاوب بشكل فعال مع الازمات التي يشهدها العالم. اصحاب السعادة، من المهم أن يكون التقدم الذى تم احرازه حتى الآن منطلقا لنا وان انجازاتنا هذه تكشف ما للجمعية العامة من قدرة على تحقيق نتائج ملموسة بالنسبة الى مواضيع مهمة تتعلق بالجتمع الدولي وتؤكد هذه الانجازات على استمرارية الدور الاساسي للجمعية العامة بصفتها محورا فاعلا وممثلا رئيسيا لهيئة الأمم المتحدة، لمواصلة هذا الدور عملت الجمعية العامة على ابتكار سبل ووسائل لمتابعة الجهود المكثفة من اجل ايجاد حلول فعلية وقابلة للاستمرار لمواجهة التحديات الكبري لوقتنا الراهن وهذه الوسائل ينبغى ان تكون ضمن اطار النظام المتعدد الأطراف ذلك ان هذا النظام الفعال هو في مصلحة جميع الشعوب في زمن بات التداخل في ما بيننا واقعا مهما انها الطريق الامثل لتأمين السلام والأمن وحماية حقوق الإنسان واحترام القانون.

ان المسئولية تقع على عاتقكم انتم من يمثل الدول الاعضاء في ان تجعلوا من الجمعية العامة والأمم المتحدة قوة اكثر فعالية وبينما الجهود قائمة لاعادة تنشيط دور الجمعية العامة علينا ألا نغفل عن الهدف الاساسي لتلك الجهود والمتمثل في عمل يلتقي وتطلعات مئات الملايين من البشر في العام، لكن كيف يمكن ان نلبي هذه التطلعات بينما يعاني هؤلاء من الفقر وسوء التغذية والامية والامراض؟ وكيف يمكن لنا تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي الذى يماثل في اهميته الأمن السياسي والعسكري؟ وكيف يمكن تحرير شعوب العالم من العوز بالاسلوب نفسه الذى نسعى فيه الى تحررهم من الخوف؟

واود هنا ان اشير الى ان اكثر من نصف العامل اي النساء بصورة عامة يصعب عليه الوصول الى العناية الصحية وفرص العمل وصناعة القرار والتملك هذا التفاوت ينبغى ان نجد له حلولا حتى يصبح بامكان الجميع نساء ورجالا التمتع بالفرص نفسها والحقوق نفسها والمسئوليات نفسها في كل مناحي الحياة ومن اجل تشجيع المساواة بين الجنسين نحتاج الى توفير الفرص اللازمة للنساء باعطائهن المزيد من الاستقلالية في حياتهن وهذا عنصر اساسي يتطلب منا العمل عن كثب جنبا الى جنب لنستطيع حماية حقوق الإنسان وتحقيق تنمية مستدامة، لن نتمكن من مواجهة كل هذه التحديات بعالية وقوة اذا لم يعم المعمورة السلام والأمن ان الأمم المتحدة لها دور مهم وحيوي في دعم المناطق التي تجتاحها كوارث طبيعية والحفاظ على الأمن في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة. فأحداث العنف الاخيرة في الشرق الاوسط ادت للاسف الشديد الى خسائر فادحة بين الجانبين المتنازعين ودمرت قسما كبيرا من البنى التحتية اللبنانية. ان النزاعات التي يسببها الإنسان تؤدي الى فناء اعداد كبيرة من البشر وتقود الى الهجرة القسرية بوتيرة اسرع في بعض الاحيان مما ينتج عن الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والاعاصير وسونامي والتي اجتاحت اخير بعض مناطق العالم.

ان شعوب العالم تضع عبء المسئولية علينا جمعيا نحن اعضاء الأمم المتحدة من اجل ان نتفهم جميع اسباب النزاعات ودوافعها ومن هنا علينا ان نعمل معا للتخلص من هذه الافات الخطيرة لانها هي ذاتها اساس لظاهرة أخرى تتطلب منا عملا جماعيا ووقائيا لمحاربتها الا وهي ظتهرة الارهاب الدولي وفي هذا الإطار نركز على اهمية التعليم النوعي في موازة اعلام يغذي التسامح والحس النقدي.

واذا تمكنتم في الدورة السابقة من اقرار الاستراتيجية الدولية في مكافحة الارهاب فاني اتطلع معكم خلال الدورة الحالية الى بذل مزيد من الجهود للتوصل الى اتفاق دولية شاملة حول مكافحة الارهاب واني آمل أن تكلل جهودنا في هذا الشأن بالنجاح.

اصحاب السعادة، في حين نستعد لاستكمال المهام للدورة السابقة علينا ان نولي اهتماما بالتوصيات الواردة في الوثيقة الصادرة عن مؤتمر القادة الذى عقد العام 2005 والتي تتطلب المتابعة خاصة في ما يتعلق بنزع السلاح وعدم انتشار الاسلحة النووية واصلاح مجلس الأمن ومراجعة الولايات والاتساق على نطاق المنظومة وجميعها مواضيع مهمة علينا أن نتناولها بروح بناءة من اجل تقوية برنامج عمل منظمة الأمم المتحدة وتفعيله. ان اصلاح الأمم المتحدة عملية مستمرة أكثر مما هي حدث عابر من هنا علينا جميعا ان نتابع بشكل حثيث كافة الموضوعات المطروحة للنقاش. وأدعو الدول الاعضاء للعمل معا حتى نتمكن من البحث في كل مسألة انطلاقا من بعدها الخاص وحتى نعمل بطريقة تسمح بتحقيق التقدم بوتيرة ثابتة في ما يخص برنامج الاصلاح بجوانبه المختلفة يعود الينا نحن أعضاء الأمم المتحدة تحديد اولوياتنا بشكل واضح ويسعدني في هذا الخصوص ان استمع الى آرائكم القيمة خلال النقاش العام وطوال الايام المقبلة بهدف التوصل معا الى خطة عملية واقعية وقابلة للتطبيق.

وقبل ان يحين ذلك سنعقد الاجتماع الاول رفيع المستوى حول هجرة العمالة والتنمية واني اتوقع ان تؤكد المناقشات على التحديات التي تحيط بهذا الموضوع والتي تتطلب منا مبادرة جماعية مشتركة .

بعدها سيكون هناك اجتماع اخر رفيع المستوى بشأن الخطة المتوسطة الشاملة لمراجعة تنفيذ برنامج العمل للدول الأقل نموا للفترة الممتدة بين 2001 و2010 هذه الخطة ستحدد لنا الانجازات التي تحققت والعوائق التي ستواجه هذه الدول. وترشدنا هذه الخطة ايضا الى وضع سياسات تساعد على مواجهة التحديات القائمة كما تساعد شركاء تلك الدول في التنمية والمجتمع الدولي من أجل تنفيذ برنامج خطة العمل بالصورة الملائمة.

وأود هنا ان اشيد بالدور الهام الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية وهيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص في اعمال الجمعية العامة. وفي هذا الإطار انوي متابعة وتشجيع دور هذه المنظمات ومساهمتها في ايجاد حلول اللتحديات العديدة التي تواجه المجتمع الدولي. أصحاب السعادة، كانت منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها العام 1945 محط انظار العالم أجمع وحاجة إنسانية ضرورية ويرتبط بمدى نجاحها ضبط ايقاع العالم الراهن. ان فكرة وجودها كانت ولاتزال هاجس العديد من قادة العالم ومفكريه. ومن هنا جاءت دعو الرئيس الاميركي وودرو ويلسن في / مؤتمر باريس / الذي عقد في شهر يناير/ كانون الثاني من العام 1919 الى تأسيس منظمة تكون عين الأمم وتسهر وتعمل على الحفاظ على مصالحها المشتركة تكون عينا لا تنام ساهرة متنبهة. اليوم وفي حال تعرضت العين الساهرة للتعب فانه يتوجب علينا نحن الدول الاعضاء ان نمد هذه المنظمة بالحيوية اللازمة ونفعل دورها بغية أن تظل كما كانت دائما راية أمل بالسلام والازدهار والنظام لكل الشعوب في العالم

إقرأ أيضا لـ "هيا بنت راشد آل خليفة"

العدد 1468 - الثلثاء 12 سبتمبر 2006م الموافق 18 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً