الجهاز المركزي للمعلومات قدم الينا - مشكوراً - حسابات الدخل الاقتصادي البحريني للعام الماضي، وهو بهذا انما يؤكد قدرة الجهاز على توفير معلومات عن جميع الجوانب الحياتية التي تهمنا جميعاً. وعليه، بودنا لو يتفضل علينا الجهاز المركزي باصدار احصاءات رسمية عن الكتل الانتخابية في كل الدوائر لكي يستطيع الجميع ترتيب أوضاعه وتخطيط شئونه مع اقتراب موعد الانتخابات، الذي مازال بحد ذاته معلومة سرية، ربما يكشف عنها الاسبوع المقبل.

إن ما نطمح اليه هو ان يتم التعامل مع المعلومات على اساس انها جزء من حقوق المواطنة الدستورية، وليست جزءاً من أسرار الدولة التي يجب التكتم عليها. فكل دولة لها الحق في أن تتكتم على بعض الامور التي تمس أمنها أو سيادتها، ولكن الكتل الانتخابية ليست من أسرار الدولة بحسب ما هو معمول به في مختلف أنحاء العالم، بل انها حق من الحقوق السياسية التي لا يمكن تسيير العملية الانتخابية من دونها.

لن يضر الجهاز المركزي للمعلومات شيء لو أصدر جداول يؤكد فيها (أو يصحح) الأرقام التي نشرتها «الوسط» خلال الأسابيع الماضية، بل على العكس، فهو سيكبر في عيون الجميع وسيثبت ان البحرين قادرة على التعامل مع بعضها بعضاً على أساس من الشفافية.

الجهاز مشغول هذه الأيام بمحاولة إقناع عدد محدود من الجمعيات بضرورة استخدام التصويت الالكتروني، ويقول الجهاز إن كل ما لديه من معلومات وأجهزة وتجهيزات قادر على دعم مثل هذه العملية الالكترونية. وسؤالنا: اذا كان الجهاز سيستطيع في فترة وجيزة جداً تجهيز كل البحرين وكل البحرينيين لاستخدام الحاسوب، فلماذا لا ينشر الاحصاءات الدقيقة مع تفاصيل الدوائر بأرقامها وأسمائها وليس من حق المشككين ان يشكوا في الهدف من التصويت الالكتروني مع التجويع المستمر في مجال المعلومات؟ ولماذا تجويع الناس معلوماتياً أساساً اذا كانت الانتخابات انما ستجرى من أجل تقوية دور الناس في الشأن العام؟ فهل الجهاز لا يريد تقوية الناس بالمعلومات؟

أملنا أن يتفهم الجهاز المركزي للمعلومات ما يدور بين الناس، وان يتجاوب معهم، ويصدر الاحصاءات الدقيقة، وسيجد ان الجميع يتجه نحو مزيد من التفاهم من أجل خدمة المشروع الاصلاحي؟