العدد 1467 - الإثنين 11 سبتمبر 2006م الموافق 17 شعبان 1427هـ

الغريفة... قرية بلا هوية!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

كثيرة هي قرى البحرين التي يمكن أن تندرج تحت عنوان «قرى بلا هوية»، ولكن قد تكون قرية الغريفة من أكثر القرى التي همشت من على خريطة البحرين، وأصبحت سيدة القرى المنسية بلا منازع. نعود خطوات إلى الخلف لكي تتضح الصورة أكثر وأكثر، فقبل أربع سنوات، أصدر المجلس البلدي لبلدية المنامة قرارا بوضع اللافتات على قرى ومناطق العاصمة، وكانت قرية الغريفة إحدى هذه المناطق، واستبشر الأهالي خيرا بذلك، ظنا منهم بأن اللافتة ستكون أولى قطرات الغيث... ولكن، وبدلا من أن توضع لافتة تدل على القرية بقي الحال على ما هو عليه، ولم يحدث أي جديد وظلت البيوت القديمة، والشوارع المهملة هي اللافتة على وجود القرية، فإذا ما رأيت منازل هاوية، وطرقاً بالية، فاعلم بأنك في الغريفة لاسواها كما في المقولة المعروفة «البعرة تدل على البعير»!

ولم يكن هذا المشهد الوحيد في الغريفة، بل حكم عليها بأن تحرم من التطوير والتوسع العمراني والمشروعات الإسكانية، وبقيت القرية صحراء قاحلة تخلو من الحدائق، بل لا نبالغ حين نقول إنها لا تحوي أية بقعة خضراء، اللهم إلا النخيلات التي تظل شامخات في بعض بيوتات المنطقة. الغريب أن المجلس البلدي لبلدية المنامة، وافق في أدواره الأولى على تخصيص أرضين لمشروع إسكاني لأهالي المنطقة، وفي لمحة بصر، وبينما كان الأهالي يحلمون بمنازلهم الموعودة، إذا بوزارة الإسكان تستملك إحدى الأراضي وتحولها إلى مختبر، فيما تحولت الأرض الأخرى إلى مواقف للسيارات لإحدى المدارس الخاصة.

وحين نتحدث مع أهالي المنطقة عن المدارس الأخرى فإن الحديث ذو شجون... أكثر من خمس مدارس خاصة تحيط بالمنطقة من كل حدب وصوب، ازدحام مروري لا يوصف، ولا وجود لمصطلح مواقف السيارات في الغريفة، خصوصا حين تفتح المدارس أبوابها، وتستقبل روادها وكأن القرية بنيت لكي تكون محطة مدارس خاصة!

أهالي المنطقة لا يأملون بالكثير، هم لا يحلمون بأن تخفض درجة حرارة الجو في الغريفة، ولا يحلمون بإنشاء ساحل عند مشارف قريتهم، ولا يتطلعون إلى بناء حديقة حيوانات... كلا، فإنهم يحلمون بقرية يكتب عند مدخلها «الغريفة»، ويحلمون بخدمات وبنية تحتية كبقية المناطق؛ شوارع مرصوفة، مرتفعات لتخفيف السرعة بدل المطبات في كل مكان، مجار لتمر فيها مياه الأمطار مرور الكرام كي لا تتحول المنطقة إلى بحيرة من الماء والطين وهو ما يحدث في كل عام!

قد يقول البعض إننا نتحدث عن قرية في قلب القارة الافريقية، قد يظن البعض أننا نبالغ في الحديث عن معاناة أهالي الغريفة. صحيح أننا لا نتحدث عن قرية في صحراء قاحلة، ولا عن مكان تجتاحه الأوبئة، ولكن المعاناة التي يعيش فيها الأهالي، مقارنة بأوضاع بقية القرى والمناطق تجعل منها قرية «بلا هوية» ولا نبالغ حين نقول بأنها سيدة القرى المنسية

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1467 - الإثنين 11 سبتمبر 2006م الموافق 17 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً