من الضروري ان تتوحد جهود المنطقة العربية ضد هدف واحد يشمل مصلحة الجميع بدلا من بعثرتها هنا وهناك... لذلك فمسألة التحديات التي تواجه المنطقة الحقيقية تنصب بمجملها في «إسرائيل» عدو الشعوب العربية والاسلامية وصديق بعض الدول العربية التي تجد نفسها اليوم محرجة من استقبال وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، الامر الذي اعلنته وسائل الاعلام الاسرائيلية إلى تأخير أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي كون ان التوقيت اصبح غير مناسب خصوصاً بعد الحرب الشرسة التي شنتها «إسرائيل» على لبنان.

ليس هذا فحسب، فبعض الانظمة ليست على استعداد حتى بمعاودة فتح مكاتب المقاطعة للبضائع الإسرائيلية وذلك بعد ان وقَّعت على اتفاقات التجارة الحرة مع واشنطن التي بدورها فرضت تطبيعاً سياسياً قبل ان يكون اقتصاديا مع «إسرائيل» سواء رضت او لم ترض او نعتتها بمسميات أخرى.

فالامور الحالية لا تسير الا كما يحلو ل لـ «اسرائيل» وصديقتها الحميمة الولايات المتحدة الاميركية التي تساندها في طيش حروبها على اللبنانيين والفلسطينيين وبلاشك تدفع رصيد اثمانها الباهظة دول غارقة في اسر اتقافات وقوانين الادارة الأميركية التي لا هم لها الا مصلحتها بالدرجة الاولى.

لن يكون موضوع الانتشار النووي وتصنيعه من قبل إيران إلى آثاره على المنطقة هو الخطر الحقيقي و الخوف الأكبر فكما أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في الكلمة التي القيت نيابة عنه بسبب غيابه في مؤتمر «تداعيات ومخاطر الانتشار النووي» الذي ختم اعماله امس في المنامة بان «إسرائيل» هي الآن الخطر الأكبر في مجال الاسلحة النووية على دول المنطقة كافة بما فيها دول الخليج، مضيفا من المهم ان يكون هناك تحرك عربي جماعي لدعم الجهود التي تبذل في إطار جامعة الدول العربية لصوغ مشروع معاهدة لجعل منطقة الشرق الاوسط بكاملها خالية من اسلحة الدمار الشامل.

هذا الكلام لم يأت من فراغ بل جاء من منظور ورؤى سياسية محنكة وواقعية ما قد يواجه المنطقة العربية والخليج من حرب رابعة محتملة خصوصاً ان ظلت «إسرائيل» دلوعة واشنطن تتراقص على دول المنطقة بما تحتضنه من اسلحة نووية قد تشجع آلتها العسكرية على تكرار مأساة «هيروشيما» المعروفة.

فحروب الخليج الثلاث قالت الكثير والكثير مما تهاب وتخاف منه دول المنطقة ولا داعي للعودة إلى ذلك، فالوضع الحالي يحتم ضرورة العمل المشترك بين جميع الجيران بينما يثلج صدر «إسرائيل