العدد 1466 - الأحد 10 سبتمبر 2006م الموافق 16 شعبان 1427هـ

لجنة العريضة... تريد حلاً

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

عندما يسمع كل شخص في البحرين أية كلمة عن لجنة العريضة النسائية يتحرك مخه ويدور تفكيره حول مجموعة من النساء اللاتي يردن التمرد على قوانين الشريعة السماوية ويتخاصمن مع من يطبقها في المجتمع البحريني... ولكن الحقيقة هي غير ذلك... الحقيقة أنه يوجد في بلادنا أعداد كبيرة من النساء المظلومات بواسطة رجال كانوا أزواجاً لهن ثم طلقوهن وتركوهن مع أعداد كبيرة من الأبناء بلا نفقة ولا مصروف، وأحياناً بلا مأوى يحتضنهن ويرحمهن من غدر الإنسان وظلم الزمان.

عندما نسمع عن لجنة العريضة النسائية يتبادر إلى الذهن (سريعاً وأتوماتيكياً) رئيسة اللجنة وهي تنظم الاعتصامات في وزارة العدل وساحات المحاكم أو وهي تدلي بالتصريحات الجريئة للصحف ومحطات التلفزيون عن ظلم القضاء الشرعي البحريني للعدد الكبير من النساء اللاتي لم يحصلن على حقوقهن كاملة... وننسى بأن هذه المرأة الجريئة هي إنسانة تدافع عن حقوق العدد الكبير من نساء البحرين اللاتي عانين من ظلم رجال كل منهم تنكر للإنسانة التي كانت في يوم من الأيام شريكة حياته وراعية بيته وأم أطفاله، تزوجها وأنجب منها ومن ثم تركها مع عدد من الأطفال يهيمون على وجوههم، ويطرقون أبواب المحاكم الشرعية علهن يجدن حلولاً ترجع لهن أبسط الحقوق.

نجمة الشاشة العربية... الممثلة المصرية (فاتن حمامة) مثلت فيلماً سينمائياً مأخوذاً من قصة واقعية حصلت في جمهورية مصر العربية واسم هذا الفيلم هو (أريد حلاً) وهو يتكلم عن قصة واقعية لامرأة مصرية متزوجة من أحد الرجال (النذلين) والمنخرط في ملذاته المحرمة وهي صابرة عليه، وعندما ابتدأ يعذبها جسدياً ونفسياً أقامت عليه قضية طلب الطلاق وذهبت لتسكن في منزل أهلها، وهو أقام عليها قضية طاعة واستجاب له القضاء وجلبها إلى بيت التعذيب بقوة القانون وبمساعدة الشرطة... هذا الفيلم الواقعي كان يتكلم عن ظلم القضاء الشرعي في تلك الدولة المتمسكة بالدين الإسلامي، والرجل العادي الذي يرى هذا الفيلم يتقطع قلبه على المرأة المسكينة التي يعذبها زوجها وشريك حياتها ولم تنصفها المحاكم الشرعية في بلادها ووقف القانون ضدها.

في بلادنا (مملكة البحرين) يوجد الكثير من القصص الواقعية والتي حدثت للكثير من النساء البحرينيات... هذه أو تلك القصص أحدثها رجال (الله يهديهم) تركوا عائلاتهم تعاني من المجهول، واستكثروا عليها النفقة الصحيحة، وكل عائلة تتكون من زوجة مغدور بها وأطفال متروكين بلا رعاية أبوية أو مصروف يكفي للأكل واللباس والنوم والدراسة... وعندما تعاظم عدد النسوة المظلومات اضطررن لأن يجدن لهن جمعية أو لجنة تجمعهن مع بعض وتتكلم باسمهن في المحاكم وأمام الدوائر الرسمية، وذلك حتى يتمكن من الحصول على حقوقهن التي سلبها بعض الرجال المتعددي الزيجات والمطلقين الغير مطبقون للأحكام الشرعية الصحيحة والمنصوص عليها في القرآن الكريم.

في الواقع البحريني يوجد هناك الكثير من القصص التي تدمع العين وتفطر القلب ولا يسع المجال هنا لذكرها... ولكننا نذكر بأن لجنة العريضة النسائية لديها الكثير من المحاولات الجريئة لإيجاد الحلول المناسبة، ولكنها تصطدم أحياناً بالكثير من القوانين الموجودة في القضاء الشرعي، لذلك يحصل الكثير من المواجهات والمناوشات بين اللجنة من جهة وقضاة المحاكم الشرعية من جهة أخرى... هذه متمسكة برأيها وتلك غير مستحبة لهذا الراي وتريد إلغاءه أو استبداله إذا أمكن، هذه جهة شرعية تتكون من رجال فقط وتلك جهة متأثرة من القوانين الشرعية وتتكون من نساء فقط، نساء مظلومات يحاولن الحصول على حقوقهن التي سلبها رجال ظالمون ولكن بواسطة رجال شرعيين يطبقون ما يعرفونه من الشريعة الإسلامية، ورجال قانونيون في محاكم يحاولون إقناع النساء المتضررات بأنه لا يوجد (شرعاً) شيء بإمكانهم أن يعملوه للمساعدة.

الواقع المرير موجود في أروقة المحاكم، ومن يريد أن يرى انقلاب الزمان وظلم الإنسان لأخيه الإنسان فما عليه سوى الذهاب إلى مبنى وزارة العدل والجلوس بجانب السلم الرهيب ذي الألف درجة ودرجة لمدة ساعة واحدة فقط... في خلال تلك الساعة سيرق قلبه عندما يرى الأعداد التي لا تعد من نساء البحرين الفاضلات والمظلومات وهن يجرجرن معهن الأطفال المساكين الذين لا يوجد لهن سكن ولا نفقة... اذهبوا وشاهدوا ومن بعدها فكروا في هؤلاء اللاتي يردن حلاً

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1466 - الأحد 10 سبتمبر 2006م الموافق 16 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً