وصفت وكالات الأنباء خلال الأيام الماضية المحادثات التي جرت بين مسئول الملف النووي الإيراني علي لاريجاني والممثل الأعلى للشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بـ «محادثات الفرصة الأخيرة»، بينما لاتزال أميركا تهدد إيران بعقوبات على لسان وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس. من هذا المنحى، ومن تعبير الفرصة الأخيرة، يتبادر إلى الأذهان أن طهران وقعت في مأزق ليس لها فرار منه إلا من خلال هذه المحادثات، وكأنها تستجديها (المحادثات) لكي تعفي عنها الدول الكبرى، لكيلا تفرض عليها عقوبات، أو تقوم بعمل عسكري ضدها. وكأنها تخاف من مثل هذه التهديدات.
في الواقع هذا التعبير استخدم ليحفظ بعضاً من ماء وجه واشنطن التي فشلت في إقناع العالم بالوقوف معها ضد الجمهورية الإسلامية، علماً أنها فشلت في ذلك، مع إصرار الاتحاد الأوروبي على أن تتواصل المحادثات. وذلك بعد أن يئس العالم من محاولة منع طهران من الاستمرار في برنامجها النووي. فأية عقوبات اقتصادية يمكن فرضها على دولة لديها اكتفاء ذاتي في اعتمادها على نفسها من كل النواحي؟ وأي حرب يمكن أن تشن على جيوش من الفدائيين والاستشهاديين؟ هذا ضرب من الجنون. فبينما تحترق واشنطن من الغيظ نرى المسئولين الإيرانيين يتصرفون بهدوء والابتسامات ترتسم على وجناتهم وكأنهم يقولون: «افعلوا ما شئتم، لن نغير رأينا».
نعود لنقول ونكرر لأميركا مرة أخرى؛ إنك مهما فعلت فلن توقفي التخصيب بالقوة، ولن تتمكني من الفوز في حرب محكوم عليها بالخسارة من أول وهلة. فحاولي حفظ ما تبقى من ماء وجهك بالتلاعب الإعلامي، والتغيير والتزوير التاريخي، وسعيك وكيدك لن ينفع مع من نصرهم الله
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1466 - الأحد 10 سبتمبر 2006م الموافق 16 شعبان 1427هـ