العدد 1466 - الأحد 10 سبتمبر 2006م الموافق 16 شعبان 1427هـ

حرب الأعراق المفتعلة!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

إن ما يجري في جزيرة المحرق التي عرفت منذ الأزل بكونها أجمل مثال على التعايش السلمي، سواء بين الطائفتين أو بين الأعراق لهو محل استغراب... تجميد بيع عقارات المحرق القديمة، وصولا إلى اجتماع في أحد المجالس - المعروفة - إذ أخذ المجتمعون يحلمون ويتبادلون «النكات» بشأن بيع عقارات المحرق، إلا أنهم في النهاية صدقوا ما جادت به مخيلتهم، وشنوا حربا شعواء على البحرينيين من أصول إيرانية لتبدأ أولى فصول الحرب العرقية المفتعلة.

بعد أن صدق أخوتنا ما قالوه في أنفسهم، أو ربما أجبروا أنفسهم على تصديقه، أوهموا الناس بوجود مخطط إيراني لتحويل حالة بوماهر إلى محافظة إيرانية في البحرين، لتكبر بعد ذلك حتى تصل إلى مناطق المحرق شيئا فشيئا!

قبل أن ندخل في تفاصيل الموضوع، لعل هذه القضية وتطورها تذكرني بقصة الآسيوي الذي افتتح له دكان «سمبوسة» وأخذ يحلم بدكان أكبر يبيع فيه كل الأنواع التي يعرفها في بلاده انطلاقا من «الكباب» و«الجباتي» وغيره من المأكولات، وأخذ يحلم بأن يكون في يوم من الأيام «هاموراً كبيراً»! الفرق الوحيد بين القصتين أن الآسيوي تحقق حلمه وأصبح «نفراً كبيراً»، إلا أن أوهام بعض الشخصيات في المحرق لا تبعث إلا على السخرية، وهو أقل ما يمكن أن يقال في حقهم.

على أية حال، استمر الخيال يحدو بالمجتمعين بالمجلس، وبعد أن تأكدوا بأن أهالي حالة بوماهر أقوى من ان يؤثر فيهم التحريض الوهمي، بدأوا مرحلة جديدة بتلقين بعض خطباء الجمعة كلماتهم وشحن أفكارهم بالأوهام، والغريب أن بعض الخطباء استجابوا ووقعوا في الفخ وأخذوا يشحنون بدورهم عقول الناس بالأوهام وأخذوا يصرخون في مكبرات الصوت في المساجد «أيها المسلمون، انتبهوا، محافظة إيرانية في المحرق، أين أنتم مما يجري»! كيف يمكن لخطيب جمعة أن يصدق مثل هذه الخرافة، بل ويجهر بها علنا على رؤوس الأشهاد، إننا نخجل بمجرد التفكير بأن خطباء الجمعة تحدثوا عن ذلك على منابر الرسول (ص) وحرضوا المسلمين على أخوتهم المسلمين، في وقت كان فيه الإسلام يحافظ على الذميين ولا يمكن أن يحرض أحد ضدهم، بل يعاقب كل من تسول له نفسه التعرض لهم، فأين نحن من الإسلام؟

لم يقف الموضوع عند هذا الحد، بل بدأ المحرضون مرحلة جديدة عبر لصق لافتات تدعو شباب وأهالي حالة بوماهر لطرد البحرينيين من أصول إيرانية من مناطقهم! غريب أمر دعاة الفتنة حين تصل بالإنسان إلى هذا المستوى، ففي البداية أساء هؤلاء إلى قرار سمو رئيس الوزراء بوقف بيع عقارات المحرق القديمة لغرض نبيل هو الحفاظ على تراث المناطق، والأدهى من ذلك أنهم وتروا علاقات دولة بأخرى عبر التجني عليها واتهامها بشراء عقارات لإقامة دويلة لها في البحرين

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1466 - الأحد 10 سبتمبر 2006م الموافق 16 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً