العدد 1466 - الأحد 10 سبتمبر 2006م الموافق 16 شعبان 1427هـ

للمحرق ملك يحميها...

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

منذ مشروع جلالة الملك للإصلاح السياسي في البحرين وسكان هذه البقعة من الأرض تلمس أيديهم السعادة والأمل، كانت مغموسة في عذابات التسعينات الماضية، لكن، العقد التسعيني مضى بما مضى، وأيام الخوف لم تعد تلتف خانقة للحالمين بالحرية والحب والأخوة.

نحن اليوم «مختلفون». لدينا ظاهرة «اختلاف»، ولدينا عدة زوايا نستطيع من خلالها أن نفهم هذا الاختلاف، أسوأها الانغماس في الطائفية، على أن الطائفية ليست تهمة، بقدر ما هي حقيقة أقر بها البحرينيون أم لا. بين ظهرانينا سنة وشيعة مرضى بالطائفية، وليس الاستعلاء على هذه الحقيقة أو تجاوزها هو ما سيعمل على الفكاك من خطورتها على البحرين.

وفق هذه الحقيقة التي لا يريد أي طرف من الأطراف الإقرار بها، أجد أن الكثير من المسلمات أصبح من الضروري إشهارها بالمستوى المطلوب من المؤسسات الإعلامية كافة. هذه المسلمات هي ضرورة وطنية لا يمكن تجاوزها.

البحرينيون من الأصول الإيرانية «سنة» و«شيعة» هم أبناء هذه الأرض، ولا يحق لأية مؤسسة سياسية وطنية، ومهما كان حضورها السياسي مؤثراً أن تتعرض لهم باتهامات التخوين أو العمالة، وسواء أكانوا من البحرينيين «الهولة» أم من سكان المحرق من «العجم الشيعة» فإن وطنية هذه الفئات وانتماءها للبحرين هو ما يجب أن يكون فوق أي جدل سياسي ينمو هنا، أو هناك.

للبحرين ملك يحميها، وعليه فإن التعدي من أية جهة شيعية طائفية على «الهولة» السنة، أو من أية جهة سنية طائفية على «العجم السنة» هو تعد وتعرض مرفوض على صرح دستور المملكة بأنهم تحت رعاية وحماية رأس الدولة «جلالة الملك».

الإرادة السياسية الملكية بعد الميثاق أقرت البحرين للبحرينيين جميعاً على اختلاف أعراقهم ومذاهبهم يتمتعون بالحقوق نفسها، وليس من المقبول أن تمتد مشاحنات الانتخابات المقبلة في المحرق وغيرها للتعرض بالسوء لبحرينيين فلهم حقوق «المواطن» التي كفلها لهم دستور البلاد وميثاقها من قبل.

الملفات السياسية التي بدأ الموتورون بدمجها، لابد أن يتم الفصل بينها، ولا يمكن القبول بمثل هذه الإشارات السياسية التي تتعرض للوحدة الوطنية بهذا الشكل.

يمثل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عمق وطنية كل بحريني منا، شيعي كان أم سنياً، عربياً أم أعجمياً، واللعب بهذه المعادلة هو بمثابة التحول الخطير، الذي لابد للإرادة السياسية أن تتدخل لإنهائه.

تأتي هذه «المهاترات» والانتخابات مازالت بعيدة التوقيت، هذه الحال تبشر بأن الطائفيين من الطائفتين سيجعلون من البحرين كرة «نار» طائفية، عندها لن تبقى المعضلة في حدود المحرق فقط

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1466 - الأحد 10 سبتمبر 2006م الموافق 16 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً