إذا كان الجهاز المركزي للمعلومات يعتقد أن كل من هو ضد التصويت الإلكتروني في استحقاقات الانتخابات النيابية والبلدية القادمة هو صوت نشاز فليسمحوا لي أن يقيدوا اسمي في خانة النشاز... أنا نشاز وأعتقد أن عملية التصويت الإلكتروني هي لعبة يقصد منها إيصال أناس معينين إلى المجالس البلدية والنيابية... أنا نشاز ومعي الغالبية العظمى من سكان البحرين ونحن نعتقد أن من يدير التصويت الإلكتروني ومن بيده اللعبة كان قد أبلغ (منذ فترة) بعضاً من المترشحين القادمين (وخصوصاً للمجلس النيابي) بأنهم خلاص فازوا بالمقاعد البرلمانية وحددهم بالاسم.
أنا نشاز... وصوتي الذي يصل إلى شريحة كبيرة من أبناء المجتمع البحريني عبر عمودي اليومي (في الصميم) هو أيضاً صوت نشاز... وذلك لأنني لا أعترف بشيء اسمه التصويت الإلكتروني ومسيطر عليه من الناس الذين بيدهم كل شيء في البحرين... الجهاز المركزي والكمبيوتر الذي يحوي كل المعلومات عن كل من لديه جواز بحريني في يدهم، إعطاء الجوازات لراجي وكرشنا ونقعة وعنزة هو أيضاً في يدهم، إضافة أسماء كثيرة ومستعارة إلى مترشح ساقط هو في يدهم، إزالة عدد كبير من الأصوات لمترشح ناجح في يدهم، التأثير على من لديهم الجوازات البحرينية لكنهم لا يسكنون في البحرين وليست لديهم عناوين بحرينية واستقبالهم في الأماكن التي نعرفها وتوجيههم إلى التصويت لأسماء معروفة هو أيضاً في يدهم... كل شيء في يدهم، ونحن لم يبق شيء عندنا أو في يدنا نفعله، وعندما نقول حسنة لله يا محسنين يسمون صوتنا نشاز.
ماذا بقي للشعب البحريني المسالم غير مجلس النواب والمجلس البلدي؟ لا شيء... ومع ذلك يأتينا المسئولون بخدعة جديدة اسمها التصويت الإلكتروني ويريدون أن يلزمونا بها بالغصب، الذي لا يوافق على ما يريدون أن يفعلوه بنا يسمون صوته نشاز... اشعاد نشاز وإلا غيره كل واحد، وحرة لكم، آنه صوتي نشاز وشكلي نشاز وكلامي نشاز لكني من المستحيل أن أغير رأيي في التصويت الإلكتروني الذي وضع أصلاً لسلب حرية الشعوب في اختيار من يريدون أن يمثلهم في المجالس النيابية والبلدية... وأنا سبق وأن شرحت معنى التصويت الإلكتروني في مقال سابق وحللت معاني مفرداته بالكلمات والمعاني، لكن ما عليه سأعيده عليكم مرة ثانية والتكرار يعلم الشطار.
التصويت الإلكتروني يقصد به التالي... إلا، هي كلمة همزتها من تحت ويقصد بها أن تسريب وتغيير أسماء الناخبين سيجرى من تحت ليه تحت... لك، هي كلمة تأكيد أن الأصوات التي كانت محسوبة لغيرك ستوجه من قبلنا لك أنت يا الحبيب... ترو، هي كلمة إنجليزية تعني في اللغة العربية (حقيقة) لابد وأن تثق يا أيها المعارض بأنك حتى لو حصلت على نسبة 90 في المئة من أصوات الناخبين في منطقتك فإنك في الحقيقة خسران والناجح هو فقط الشخص الذي نريده نحن... ني، هي كلمة هندية تعني باللغة العربية (لا) لا يمكن أن نترك الشعب يختار من يريد.
هذا هو المعنى الصحيح والمفسر نحوياً للتصويت الإلكتروني الذي يريد بعض الأشخاص أن يلزمونا به وبالقوة، وكل من يعارض هذا النوع من التصويت يسمونه نشاز... لكنني في الواقع أعتقد أن الذي أطلق كلمة نشاز علينا هو إنسان لا يعرف ما هو معنى الكلمة ويتطلب منا هنا أن نوضحها له، فالنشاز في اللغة العربية تعني الشيء الذي يختلف عما هو معروف ومرغوب أو الذي لا يتوافق مع المجموعة ولا يستسيغه أحد، وعادة ما نطلق كلمة نشاز على الشخص أو عدة أشخاص يمثلون الأقلية ويختلفون عن الصراط المستقيم الذي تريد الغالبية أن تسلكه... طيب إذا كان كذلك، ومع معرفتنا أن الغالبية الساحقة من سكان البحرين هم ضد التصويت الإلكتروني فمن يا ترى يكون النشاز؟
من هم النشاز هنا؟... هل هم السواد الأعظم من سكان البحرين الذين يريدون أن يتنفسوا قليلاً ويختاروا ممثليهم بكل هدوء وبالطريقة المعروفة والمسموح بها في جميع دول العالم، أم هم الفئة القليلة المتمسكة بالتصويت الإلكتروني (إللي من تحت ليه تحت) والماسكة بزمام الأمور في الانتخابات القادمة؟ أريدك أن تكون شجاعاً وتخبرني من هم النشاز يا من أطلقت هذه الكلمة على نفسك..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1465 - السبت 09 سبتمبر 2006م الموافق 15 شعبان 1427هـ