أكاد أجزم بأن الاحتقان الذي يسيطر على الأجواء السياسية في البحرين بين الحين والآخر سببه خلل في متانة الثقة المتبادلة بين النظام وقطاع كبير من الناس، هذه هي الحقيقة إذا ما أريد للصراحة أن تنفض الغبار من عليها، إذ إن دفنها طويلاً لا يعني إلا استمرار هذا الاحتقان الذي ما أن يفتر يوما حتى يعود للتوهج من جديد في اليوم الذي يليه. الشواهد على انعدام جزء كبير من هذه الثقة أوضح من أن تذكر، ولعل في ذكرها حساسية ليس لطرف واحد بل للطرفين اللذين يعرفان جيدا حجم المشكلة، ويعرفان مصاديقها على الأرض وكل واحد منهما يعرف مدى إسهامه وتسببه في وجود هذه المشكلة إلا أنه عندما يلتهب هذا الجرح ويحتقن الشارع في قضية ما تجد الطرفين يغضان الطرف غضا عن مشكلة اسمها «الثقة» ويلجآن إلى إيجاد حلول مؤقتة عبر مسكنات لا يعدو مفعولها مفعول «البندول» عند وجع الرأس، وما أن ينتهي مفعول المسكن حتى يعود الوجع أكثر مما كان عليه.
لا أزعم أن العصا السحرية التي ستخلص الطرفين من هذا «المرض المزمن» هي بيدي، ولكنني أزعم أن حواراً واحداً فقط بين الطرفين بشأن هذه المسألة بعيداً عن كل المسائل الأخرى سيغير الكثير من واقع هذا التوتر الذي يفرض نفسه فرضاً على الواقع البحريني بكل أطيافه ومذاهبه، وعلى رغم كل ما حدث من مظاهر إصلاحية خلال السنوات الأربع الماضية، فإن أحدا من الطرفين لم يطرح هذه المشكلة على طاولة البحث والحوار ولو لمرة واحدة
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1465 - السبت 09 سبتمبر 2006م الموافق 15 شعبان 1427هـ