تضمن التصريح الخاص الذي أدلى به ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة إلى تقرير شركة »أكسفورد بيزنس جروب« المبادئ الاقتصادية والتنموية للبلاد. فقد تم نشر رؤية ولي العهد في إطار التقرير الثاني للشركة والذي يحمل الاسم »البحرين النامية 2006«. ويعرف عن شركة »أكسفورد بيزنس جروب«، والتي تعتني بالربحية، إصدارها تقارير سنوية عن بعض دول المنطقة ومنها الأردن وقطر.
فحسب ولي العهد، هناك ثلاث مبادرات تنموية تركز عليها البحرين لغرض تحقيق الازدهار في المستقبل، تحديداً:
1) تحفيز القطاع الخاص.
2) تطوير القطاع الحكومي.
3) الاستثمار في الكوادر المواطنة. تناقش السطور الآتية بإيجاز الجوانب المتعلقة بهذه المبادرات الثلاث.
تحفيز القطاع الخاص
جاء في حديث ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، »يلعب القطاع الخاص دوراً أساسياً في دفع عجلة النمو الاقتصادي ونحن نوظف جميع إمكاناتنا في تشجيع تأسيس أعمال جديدة في المملكة«. بدورنا نتفق مع ولي العهد بأن مؤسسات القطاع الخاص يجب أن تلعب دورها الطبيعي في العجلة الاقتصادية. ويتمثل الدور الطبيعي في القيام بالمبادرات التي من شأنها توفر الربحية للمستثمرين من جهة وفوائد جمة على الاقتصاد المحلي من جهة أخرى مثل توظيف المواطنين. كما أن القطاع الخاص بمقدوره تحقيق إنجازات لصالح الاقتصاد، إذ كان يضطلع بهذا الدور في الفترة التي سبقت اكتشاف النفط. لا شك في أن تحفيز القطاع الخاص يتطلب عدم استصدار السلطات لقوانين جديدة من دون استشارة ممثلي القطاع الخاص وتحديداً اللجان المختصة في غرفة تجارة وصناعة البحرين.
تطوير القطاع الحكومي
وفي هذا الخصوص، قال سموه »تشكل خفض التعاملات الروتينية، وزيادة الفعالية في العمل والتحول من دور الجهة المنفذة إلى دور الجهة الواضعة للخطط، العناصر الأساسية في عملية تطوير القطاع الحكومي«. ويفهم من هذا الكلام بأن الحكومة عازمة على لعب دور المسهل للنشاط الاقتصادي. بدورنا نرى صواب هذا التوجه إذ من المناسب تحديد دور الحكومة بالجهة التي تراقب أداء السوق لغرض التأكد من وجود المنافسة الشريفة. كما نشدد على مسألة تقليص حجم المعاملات الرسمية عن طريق إلغاء الكثير من الأعمال الروتينية وتحويل الأمور إلى الحكومة الالكترونية.
الاستثمار في الكوادر المواطنة
وجاء في كلام ولي العهد »نعمل على تطوير استراتيجية لتعزيز وتحفيز الكوادر البشرية المواطنة على المدى القريب والتي ستحدث نموا كبيرا على المدى البعيد«. واللافت في كلام سمو ولي العهد إشادته بالكفاءات البحرينية التي ساهمت في تحويل البحرين إلى عاصمة للخدمات المالية في المنطقة بأسرها. والحال نفسه ينطبق على أداء قطاع الألمنيوم. لكننا نرغب في توجيه ولي العهد إلى مسألة خطيرة ربما تنال من برنامجه. وهذه المسألة عبارة عن مبادرة إثارة النعرات العنصرية التي تقودها بعض الجهات غير المسئولة. نأمل أن يقوم الشيخ سلمان في استئصال الخطط الجهنمية لحفنة من الفاشلين والحاقدين الذين يرغبون في إيجاد شرخ بين أبناء هذا البلد الطيب أهله.
ختاماً، نرغب في تسجيل دعمنا للمبادرات الثلاث التي أشار إليها سمو ولي العهد، وتحديداً تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد فضلاً عن تطوير دور القطاع العام إضافة إلى الاستثمار في الكوادر الوطنية. لكننا نرى من المناسب بمكان أن يلزم سمو ولي العهد نفسه بتواريخ محددة لمعرفة مدى نجاح المبادرات على أرض الواقع. فقد أشار في معرض حديثه إلى أن المبادرات الثلاث ستحقق نموا متميزا على المدى البعيد، من دون تحديد فترة بعينها. كما نطالب ولي العهد بتحديد معايير نجاح أو فشل، الجهات المنفذة للمبادرات وعلى الخصوص مجلس التنمية الاقتصادية
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1465 - السبت 09 سبتمبر 2006م الموافق 15 شعبان 1427هـ