اتخذت الحكومة الكويتية إجراءات بالتشدد في منح حق الزيارة العائلية لبعض الفئات والأعمار من القادمين إلى الكويت خلال شهر رمضان المبارك لمنع ظاهرة التسول التي بدأت تنتشر خلال شهر رمضان. وقالت مصادر أمنية كويتية: «إن هذا الإجراء يأتي بعد أن لاحظنا أن بعض الزيارات العائلية تزداد في شهر رمضان المبارك، إلا أننا ومن خلال خبرتنا في السنوات الماضية لاحظنا أعداداً كبيرة من الذين يدخلون البلاد بهدف الزيارة العائلية يتسولون أمام المساجد ويطرقون الأبواب وخصوصاً أنهم يستغلون النساء والأطفال من أجل ممارسة هذه المهنة التي يمارسها البعض مستغلين هذا الشهر من أجل الكسب المادي».
وترى المصادر الأمنية الكويتية أن غالبية الذين يرغبون في زيارة الكويت في هذا الشهر يقصدون ممارسة تجارة التسول وخصوصاً أنهم يحصلون على مبالغ كبيرة من الأهالي سواء من خلال وقوفهم أمام أبواب المساجد أو القيام بزيارة اللجان الخيرية أو طرق أبواب المواطنين في المناطق السكنية بغرض التسول، وخصوصاً أن هؤلاء محترفون ولديهم خبرة في كيفية استخدام المفردات التى تدفع المواطن الصائم إلى أن يجود بالخير وخصوصاً أنه يريد أن يكسب الثواب والأجر.
وتضيف المصادر أنه باعتراف المتسولين بعد القبض عليهم وخصوصاً النساء نجد أن بعضهن يقررن بأنهن يحصلن على مبالغ كبيرة وخصوصاً لدى استخدامهن ابنة من قام بدعوتهن إلى الشحاذة والتسول بعد أن ترتدي لباساً يدل ظاهرياً على فقرها وسوء حالتها المادية (ديكور خارجي) وأنها تجيد لغة التسول من كلمات مع لحن ومخارج ألفاظ حزينة تدفع بالمواطن بعد سماعها إلى أن يمد يده إلى جيبه ليخرج المبلغ وكلما كان الصوت والأداء والإلحاح جيداً كان المبلغ أكبر.
وقال مسئول حكومي إن الكفلاء شركاء في التسول لأن البعض يحصل على مبالغ لمجرد إيوائهم (المتسولين) خلال شهر رمضان وخصوصاً أنه يكون وجه الدعوة إلى أكثر من امرأة على أساس أنها قريبته أو من أفراد أسرته، بل إن البعض منهم يستغل طيبة المواطنين ويطلب منهم المساعدة في الحصول على تصريح زيارة والتي تكون للتسول الرمضاني.
ويرى أحد المواطنين أنه في شهر رمضان الماضي تابع إحدى السيارات تقل نساء وأطفالاً، فلاحظ أن قائد السيارة يقوم بتوزيع النسوة والأطفال على المساجد خلال فترة الصلاة وأمام المجمعات التجارية. ويروي المواطن أنه ظل يراقب إحدى المتسولات بعد الصلاة حتى جاءت السيارة نفسها ووقفت بعيداً عن المسجد واستقلتها المرأة، موضحاً «إلا أنني فوجئت أن هذه المرأة التي كانت ترتدي الحجاب قامت بخلع الحجاب وتضحك وتتبادل ابتسامات مع بقية فرقة التسول الرمضانية».
من ناحية أخرى، نظمت وزارة الشئون الاجتماعية والعمل عملية جمع التبرعات من الصائمين إذ حددت للجان الخيرية الطرق التى يجب أن تتبع في جمع التبرعات. وقال وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل الشيخ دعيج المالك الصباح: «إننا نظمنا عملية جمع التبرعات من خلال مراقبة صارمة للجان ولا يمكن لأي شخص أو جمعية خيرية أن تجمع الأموال من خلال وضع أكشاك من دون موافقة مسبقة»، موضحاً «اننا لا نمنع عمل الخير ولكننا نريد تنظيمه وقد وضعنا ضوابط صارمة بحيث نعرف حجم المبالغ التي تم جمعها من خلال القيد في كشوفات وخصوصاً أن أي متبرع يجب أن يحصل على وصل بقيمة المبالغ التي تبرع بها وهذا من حقه». مضيفاً أنه سيكون جمع التبرعات أمام الجمعيات الاستهلاكية وداخل الجمعية ومن خلال أجهزة خاصة وتمت الموافقة على قبول التبرعات من خلال الرسائل الهاتفية القصيرة كل ذلك يهدف إلى التنظيم
العدد 1465 - السبت 09 سبتمبر 2006م الموافق 15 شعبان 1427هـ