أدان الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي هجمات 11 سبتمبر/ أيلول ضد الولايات المتحدة بوصفها عملاً وحشياً، وقال إن المفجرين الانتحاريين أضروا بالإسلام ولن يدخلوا الجنة. وقبل ثلاثة أيام من حلول الذكرى السنوية الخامسة لهجمات 11 سبتمبر حث خاتمي المسلمين على العمل ضد «الخوف من الإسلام» الذي قال إنه زاد منذ الهجمات.
وقال خاتمي أمام مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، وهي جماعة لحقوق الإنسان، إن جريمتين ارتكبتا في 11 سبتمبر وهما قتل مدنيين وفعل ذلك باسم الإسلام. وأضاف «يجب علينا كمسلمين إدانة هذه الأعمال الوحشية حتى بشكل أقوى. الإرهابي الذي يقصد قتل مدنيين إنسان يفتقر إلى المثل الأخلاقية... ولن يذهب إلى الجنة، وهؤلاء الذين فعلوا ذلك باسم الإسلام يكذبون». واستمر خاتمي في إثارة جدال قرب نهاية زيارة للولايات المتحدة شملت خمس مدن شدد فيها إلى حد كبير على أفكار الحوار والتعايش معاً.
وشكت جماعة «مشروع إسرائيل» الموالية إلى «إسرائيل» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها في بيان صحافي أن خاتمي «يعمل على تنقية سجل إيران من التطورات النووية ودعم الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان». وفي مقابلة نشرت الجمعة، قال خاتمي إنه يأسف لأزمة الرهائن الأميركيين التي حدثت في العام 1979 وإنه يعتبر المحرقة «حقيقة تاريخية». وأردف خاتمي قائلاً لمجلة «تايم»: «أعتقد أن المحرقة هي جريمة النازية. ولكن من المحتمل أن المحرقة، وهي حقيقة مطلقة وحقيقة تاريخية، سيساء استغلالها. المحرقة يجب ألا تكون بأي حال ذريعة لقمع حقوق الفلسطينيين». وكان ينظر إلى خاتمي باعتباره إصلاحياً خلال رئاسته.
وانتقد خاتمي إلى حد كبير من جانب رجال الدين المحافظين ذوي النفوذ. وأعاد خلفه المحافظ محمود أحمدي نجاد العمل بالسياسات المحافظة وأطلق تهديدات بتدمير «إسرائيل» وأنكر وقوع محارق النازية لليهود. وقال خاتمي للمجلة: «أنا شخصياً أعتقد أنه (أحمدي نجاد) لم ينكر حقيقة وجود المحرقة». وبالنسبة إلى أزمة الرهائن التي حدثت في العام 1979 عندما احتل طلبة السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا 52 أميركياً رهائن لمدة 444 يوماً، قال خاتمي إنها كانت رد فعل لعقود من الاستغلال الأميركي لإيران. «إنني آسف لأزمة الرهائن ولاحتجاز الرهائن. وأتعاطف مع الرهائن وعائلاتهم بشأن خسارتهم وألمهم. ولكن هذا أيضاً رد فعل ثوري على نصف قرن من احتجاز أميركا إيران رهينة».
وخاتمي أبرز إيراني يزور الولايات المتحدة خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك منذ عقود. وتحدث أحمدي نجاد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام الماضي وطلب تأشيرة دخول للقيام بذلك مجدداً العام الجاري. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لم تتخذ قراراً بعد بشأن التأشيرة لكن الرفض أمر غير محتمل في ضوء الالتزامات الأميركية كدولة مضيفة للأمم المتحدة.
وكانت زيارة خاتمي للولايات المتحدة التي تتضمن محطات في نيويورك وشيكاغو وجامعة هارفارد مثار جدل بالنظر إلى اتهامات الولايات المتحدة لإيران بالسعي إلى اكتساب أسلحة نووية وأنها ترعى الإرهاب بتسليح حزب الله في لبنان وتخمد المعارضة الداخلية.
وحذر خاتمي في مؤتمر صحافي في واشنطن يوم الخميس الولايات المتحدة من تهديد إيران. وعلى رغم حثه على إجراء حوار بين الحضارات فقد قال إنه يوجد انعدام ثقة بشكل كبير بين واشنطن وطهران كي تجريا محادثات الآن. ورداً على ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك للصحافيين: «المكان الذي يبدأ منه عند الحديث عن التهديدات هو مع رئيسه الرئيس أحمدي نجاد في التهديد بمحو دولة (إسرائيل) من على الخريطة».
وأبلغ خاتمي مجلة «تايم» أنه «شعر بانزعاج فعلاً» بتصنيف الرئيس جورج بوش إيران على أنها جزء من «محور الشر»، وأشاد بأميركا «كبلد عظيم وكبير». وقال: «الغرور والكبرياء أو ربما الغطرسة» دفع الولايات المتحدة إلى غزو العراق، و«يجب إنهاء الاحتلال (الأميركي) بأسرع ما يمكن»
العدد 1465 - السبت 09 سبتمبر 2006م الموافق 15 شعبان 1427هـ